أعادت عملية “طوفان الأقصى” القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، وحققت إنجازات معنوية، فالعملية الفدائية التي قام بها المقاومون، وأسروا المئات من الإسرائيليين، كانت مفاجئة للجميع من حيث التوقيت وحجمها وخسائر العدو وتأثيراتها النفسية على الإسرائيليين، بل كل العالم.
بطولات المقاومين أنست الجميع ما يحصل في العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه بمختلف أحداثه وتطوراته، فقد غطت الفضائيات ووكالات الأنباء ووسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية والعربية ما يجري وأسهبت في إظهار بطولات المقاومين الفلسطينيين، وكيف أسقطوا ببطولاتهم كل المراهنات والأوهام التي روجت لها الحكومة الصهيونية، كزعمهم بانتهاء القضية الفلسطينية، والسيطرة والجبروت لجيشها الواهن.. بطولات جعلت العالم كله ينبهر من مشاهدة هذا النمط الجديد من تكيتيكات الحرب وإبداعاتها في معركة حقيقية وليست من نسج الخيال والأحلام.
مشاهد تدمير واحتراق دبابات الكيان الإسرائيلي على محاور القتال، ووضع عبوة ناسفة على سطح دبابة وتفجيرها، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والمدرّعات من مسافة صفر، أذهلت العالم لما تميّزت به من بطولة وشجاعة وجرأة وإعجاز ومهارة ظهر عليها رجال المقاومة وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء قلّ نظيرها في تاريخ الحروب ضدّ جبروت قوى الاحتلال والاستعمار، ويقابلها حالة الإحباط واليأس التي سادت أوساط النخبة في جيش الاحتلال في مواجهتهم المباشرة لرجال المقاومة الذين لقنوهم دروساً في الإقدام والجرأة والقدرة على خوض القتال.
إعلان (إسرائيل) حالة الحرب رسمياً في غزة، وهو ما لم يحدث منذ حرب تشرين 1973، وإعلان أميركا بأنها تقف بكل حزم إلى جانب “إسرائيل” وتضع كل إمكانياتها المالية والعسكرية لدعمها، هذا يعني أن الأمور لن تقتصر على رد الاعتبار لهيبة الجيش الإسرائيلي من خلال عملية محدودة في غزة، بل هي مؤشرات على تداعيات وخسائر كبيرة تكبدها ذلك جيش أمام عمليات وصمود رجال المقاومة الفلسطينية.
استطلاعات للرأي تظهر ارتفاعاً في تأييد المقاومين في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل، وأظهرت أيضاً ارتفاع نسبة تأييد المقاومة لمواجهة الاحتلال، إذ يرى الكثير أن “المقاومة هي الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال.. استطلاعات تؤيد إرادة المقاومين وتصميمهم على تلقين جنود العدو دروساً قاسية في القتال ويدفعونهم ثمن احتلالهم وعدوانهم وإرهابهم ومجازرهم ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ.