الثورة- فؤاد مسعد:
تستمر المجازر وتتعاظم نتائج الكارثة التي يرزح تحت وطأتها مواطنون عزل في غزة الجريحة، وكل يوم نشهد مئات القصص والمآسي لأطفال ونساء وشيوخ يعانون القهر والبرد والدمار والموت جراء وحشية مستعمر غاصب، وما يزيد من عمق المأساة التشريد والترحيل القسري لعدد كبير من السكان هناك، وعلى الرغم من الأصوات التي تعالت في كل أرجاء العالم تضامناً مع غزة إلا أن آلة القتل الوحشية تحصد الأرواح يوماً بعد آخر غير آبهة بحقوق الإنسان أو بالقانون الدولي.
المآسي كثيرة فقد ارتقى حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيداً بسبب العدوان إضافة إلى أكثر من 57 ألف مصاب. يصرح أحد العاملين في الدفاع المدني أنه تم انتشال جثث متحللة “هياكل عظمية” بسبب طول المدة وظروف الجو والحيوانات الضالة التي نهشتها، بينما تصف طفلة “12 عاماً” نازحة في غزة الليل الطويل بالمخيف، فهي لا تستطيع النوم بسبب القصف المستمر، وتشير إلى أن بيتها ومدرستها تم تدميرهما، وفي مشهد آخر أطفال يودعون آبائهم وآباء يودعون أبنائهم، في حين أمهات ثكلى تضع الملح على الجراح ليكنّ أقوياء لتكملن مع من بقي على قيد الحياة في العائلة، فهناك ابن مصاب أو زوج بترت ساقه أو يده، وما يزيد من المرارة والفجيعة أنه بعد القصف المدمر تبدأ رحلة البحث كل فرد عن أهله، الأطفال عن أمهاتهم والآباء عن أولادهم ليتأكدوا إن كانوا قد استشهدوا أو اصيبوا أو لايزالون على قيد الحياة، هي رحلة طويلة من الألم والمعاناة، تجري أحداثها في غزة التي تعاني من دمار مريع.
المشاهد متكررة متجددة مع كل قصف، إلا أن إرادة الحياة القوية والإيمان بالنصر، يزرع في قلوبهم القوة، هذا ما عبّر عنه يافع انتشر فيديو له بعد خروجه من تحت القصف والدمار، حيث آثار الدماء على وجهه إثر اصابة تعرض لها وثيابه كلها مغبرّة، خرج من تحت القصف موجهاً كلامه إلى كاميرات التلفزيون التي تصوره، قال “أفتخر بأن أبي وأمي شهداء، نحن أبطال”.