الثورة- رفاه الدروبي:
قدَّم التشكيلي محمود خليلي ثلاث لوحات فنِّيَّة في معرض اللوحة الصغيرة الذي أقيم في ثقافي أبي رمانة بعنوان: “تحيَّة لأهالي غزَّة”، لوَّنهم بالإكريليك الشفَّاف، مُبرزاً الحرب الحاليَّة وبأنَّنا محكومون بحدثٍ كبيرٍ وصمودٍ أسطوريٍّ تشهده فلسطين، ولا يمكن للفنان إلا الوقوف إلى جانب الشعب المظلوم باعتباره صاحب رسالة قادرة على الوصول إلى أصحابها وإحداث التفاعل.
الفنان خليلي أشار إلى أنَّ أهالي غزة قدَّموا صورة مضيئة من النضال ضدَّ محتلٍّ جعل الفلسطينيين يدركون أكثر من مرَّة أنَّهم قادرون على دحره، لافتاً إلى أنَّ لوحتين من أعماله رسمهما قبل الحرب على غزَّة، إذ رسم وطنه الفلسطيني في بنية راسخة مستندة إلى الأرض تمثِّلها كتلة جبال وبيوت، وحاول أن يصوِّرها بأشكال مختلفة حسب كل مرحلة أبرزها بألوان الأزرق وتدرجاته والبني وشيء من الأحمر لتدلَّ على سيل الدماء.
كما أشار إلى أنَّه رسم لوحته الأخيرة ليظهر غزَّة تحت النار كبركان أطلق حممه، لكنَّها تبقى راسخة على الرغم من سيل الدماء لتحرق نيرانها الأخضر واليابس، ومازالت كالجبل الصامد ولا يمكن أن يهزَّها احتلال، مستخدماً اللون الخمري في جسم البركان، أمَّا فوَّهته فأضاءها بالأصفر، ونوَّه بأنَّ الفنان يخلط بين المدارس الفنية ولا يُؤطِّر نفسه في مدرسة واحدة، فله الحرية شريطة أن تكون خطوطه وألوانه منسجمتين وتوصلان الفكرة، لأنَّ اللوحات تحمل روح المدرسة التعبيرية كونها الأبرز.