الثورة – همسة زغيب:
بأسلوب فني لافت ومتميز افتتح معرض فن تشكيلي ثنائي للفنان التشكيلي الدكتور ميسر كامل والفنانة النحاتة سيماف حسين في “غاليري عشتار”.
شكلت اللوحات والتماثيل للفنانين تناغماً وعلاقات بصرية في تجربة جديدة للتصوير والنحت في مكان واحد، نشرا الجمال والإبداع معاً، وجسدا المرأة من منظورهما الشخصي بأسلوبهما التعبيري وتقنية ألوان الإكريليك.
تناول المعرض الذي يستمر حتى الثامن من الشهر الجاري ثلاثين عملاً فنياً متنوعاً، بأحجام متنوعة، وعدة تقنيات عكست ما وصل إليه الفنانين من تجريب وبحث على سطح اللوحة، من ناحية التقنيات والتكوينات والتناغمات اللونية، انقسمت إلى “11” لوحة للفنان ميسر، و”18″ منحوتة للنحاتة سيماف بأحجام صغيرة ومتوسطة، تطرح معظمها موضوعات حول المرأة، استخدمت خامات متنوعة من خشب السرو والكينا والتوت.
غاصت الفنانة التشكيلية سيماف حسين في تجليات الروح والجسد بصفته خطاباً بصرياً يتجاوز حدود المكان بمفرداته ولغته الكونية بامتياز، وتعتمد كثيراً على نظرة المتلقّي والمشاعر والأحاسيس الداخلية لمحبّي الفنون التشكيلية برمتها، من دون وسيط للوصول إلى فكرة الأعمال الفنية المتنوعة المعروضة بحسب موضوعاتها، والمعرض جاء خليطاً متنوعاً جمع اللوحة، والمنحوتة، والفوتوغراف معاً.
وحول هذا المعرض الثنائي ومضمونه تحدثت الفنانة النحاتة سيماف حسين: إن فكرة المعرض الأساسية هي الكمال والنقص وكيف نستطيع أن نتعامل مع نقصنا ونقاط القوة والضعف فينا وكيف نصل للكمال البشري، فعرضت 18 عملاً خشبياً نحتوا على أنواع من الخشب بقياسات مختلفة تراوحت بين 35سم وحتى 100سم تميز أسلوبها بالدقة وقوة المعالجة والتمكن من استخدام الخامات وتطويعها في عمل فني بألوان هادئة تبرز من خلالها حركة الأشكال في الفراغ ومدى تأثير الكتلة وحركتها المتوازنة في محيطها، إلى جانب تأثير الخامات المتنوعة للخشب.
كما استخدمت المعدن والزجاج في بعض الأعمال غلب في أعمالها منحوتة المرأة بطريقة مميزة ورقيقة وعمل واحد صورت فيه الرجل.
ويشير الفنان التشكيلي الدكتور ميسر كامل من خلال عرضه “12” عملاً من القياس المتوسط استخدم ألوان الأكريليك على القماش، إلى التوافق الفكري والتكامل الثقافي بينه وبين الفنانة والنحاتة سيماف حسين، موضحاً أن ثمة تنوعاً في الأسلوب الفني الذي يسلكه كل فنان، لذا تسير أعمالهما الفنية ضمن اتجاه واحد، وخاصة أن هذا المعرض يأخذ طابع المدرسة التعبيرية الرومانسية بلغة تجريدية جميلة وكأن الرؤية الفنية واحدة، واللافت أن لوحات المعرض تتسم بسمات مشتركة، والأفكار المتشابهة دعمت فكرة المعرض الثنائي، وأعمال المعرض تمحورت حول المرأة في حالات تحمل رغبة الانعتاق والبحث عن الحلول لمشاكلها المتراكمة من هموم وخوف وضيق ويأس، فالنساء المعروضة في الأعمال يحفزن لديه مشاعر التعاطف والمؤازرة.
يذكر أن الفنانة النحاتة سيماف حسين خريجة معهد التقاني للفنون التطبيقية قسم النحت، وهي تشغل منصب رئيس فرع القنيطرة لاتحاد الفنانين التشكيليين، وتعمل في مجال الديكور للأفلام والحفلات، ولديها معرض فردي وعدة مشاركات في الكثير من المعارض الجماعية.
وأما الفنان التشكيلي ميسر كامل من مواليد عام 1964، وهو خريج كلية الطب البشري في جامعة دمشق عام 1988، وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وله عدة مشاركات في معارض وملتقيات فنية جماعية ومعرض ثنائي بالمركز الثقافي في أبو رمانة، وله العديد من المشاركات في معارض وملتقيات فنية جماعية وفي معارض فنية إلكترونية داخل وخارج سورية.