الثورة- عبير علي:
يتعامل الحرفي مازن إسماعيل أبو عبد الله مع أعواد الثقاب كريشة أو كقلم بيد فنان، يبعثرها ليشكّل منها لوحةً أو تحفةً فنيةً، ويرى أن ألوانها المختلفة تعطي رونقاً لأية قطعة، حتى إنها تحولّت لديه إلى ملهم لخيال مشتعل.
عمد مازن إلى خلق فن خاص به، فتراه يحرك “أعواد الكبريت” بحرفية متقنة ومحسوبة بدقة، يضعها تباعاً فتأخذ الشكل الذي يريده، وسعى إلى تقديم مئات التصميمات والديكورات المميزة، إلى تماثيل تجسد شخصيات مختلفة، وكان تمثال السيدة مريم العذراء أول ما جسده مستخدماً “البلاكيه الخشبي والكرتون المقوى” للتصميم، واستخدم فيه 16000عود ثقاب، وأما آخر أعماله فكانت شجرة عيد الميلاد واستخدم فيها 400000عود ثقاب.
أُطلِق على أبي عبدالله “محترف فن الصبر” نظراً لعدد الساعات التي يقضيها لإنجاز قطعة فنية قد تستغرق أكثر من 10 ساعات متواصلة، يقول: “بدأت بتطوير هذا الفن حتى أصبح مهنة أجني منها المال، بعد وضع أجر للجهد المبذول مع تكلفة القطعة، ولكن الحال اختلف بعد الحرب على سورية، فأخذت الحرب معها إمكانية شراء المواد المستعملة بأسعار معقولة من لاصق البلاكيه ومادة اللّكر المستخدمة لحماية الأعواد من الاشتغال، وتختلف تكلفة المواد من قطعة الى أخرى، فمثلاً الماكيت يحتاج لتمديدات كهربائية وورق جدران وصنوبر لإكساء السقف من الخارج ليصبح أشبه بالقرميد”. ويُشار إلى أنه سبق أن شارك في العديد من المعارض ولاقت التحف الإبداعية التي شكلها إعجاب الكثيرين.
السابق