الثورة – رانيا حكمت صقر:
تبرز بعض الفنون اليدوية التي تحمل في طياتها عبق الإبداع واللمسة الإنسانية التي لا يمكن تعويضها.. من بين هذه الفنون يلمع فن الكونكريت أو عجينة السيراميك، إذ استطاعت الفنانة مروى حنطاية أن تحول شغفها به إلى مشروع ناجح يضيء دربها ويدعم الكثير من الشابات الطموحات في مجتمعها.
في حديث مروى حنطاية لصحيفة الثورة عن رحلتها مع فن الكونكريت تقول: “أحببت هذا الفن وبدأت أطور نفسي فيه إلى أن عملت على مشروعي الخاص”، لافتة إلى أنها لم تكتفِ بالعمل الفردي، بل أسست صفحة على “الفيس بوك” لعرض أعمالها اليدوية، ما فتح لها آفاقاً أوسع، ومع مرور الوقت، ازدهرت تجربتها بمشاركات فعالة في معارض مهمة مثل معرض فندق الشيراتون، جمعية العاديات، ومراكز دعم وتمكين المرأة.
ولم تكتفِ بالتدريب العملي لنفسها، بل شاركت في تقديم دورات تعليمية، بهدف تمكين الشابات وتنمية مواهبهن اليدوية، إذ تمكنت من إلهام العديد منهن لافتتاح مشروعاتهن الخاصة في فن الكونكريت.
وأوضحت أن فن الكونكريت يُعد شكلاً من أشكال التعبير الفني اليدوي، يعتمد أساساً على عجينة السيراميك المكونة من “غراء، نشاء بودرة، وألوان خاصة”، ويحتاج العمل إلى أدوات نحت وقوالب تساعد في تشكيل القطع، وغالباً ما تستخدم الفنانة قوالب سيليكون لتجميل القطع يدوياً.
تقول حنطاية عن أولى تجاربها: “من أول مرة جربت الشغل بعجينة السيراميك أحببتها كثيراً، ووجدت أنني أستطيع ابتكار أفكار جديدة كل يوم”، وكان للدعم الأسري دور كبير في نجاحها.
وتؤكد أن العمل اليدوي في الكونكريت لا يضيف فقط لمسة جمالية للمحيط، بل يحمل قيمة نفسية مهمة في ظل ضغوط الحياة المادية والمعيشية، فهو يعزز التفاؤل والجمال في تفاصيل الحياة اليومية.
تختم مروى حنطاية حديثها بتوجيه رسالة تحفيزية: “أتمنى لكل من يملك موهبة أن يعمل على تطويرها، وإذا استطاع فليفيد الآخرين بهذا الفن الجميل الذي يحمل بُعداً جمالياً حقيقياً في حياتنا”.