الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
«الحياة والأدب توءمان لا ينفصلان، والأدب يتوكّأ على الحياة، والحياة على الأدب، وهو واسع كالحياة، عميق كأسرارها، ينعكس فيها وتنعكس فيه» قول الأديب ميخائيل نعيّمة ينطبق على كل زمان وفي حالاته المتعدّدة، وحدها الأماكن تبقى شهيدة على ما فعله الزمن، الكتابة وضجيج الحياة، فكيف إن مرّ بارود الحرب، ولوّن سماء الشّاعر، فصنعت منه ثائراً، ومرّ على لوحة فنان فمزجت ألوانه دماً قاتماً، مرّ بارود الحرب فخلق في ذاكرة الروائي حكايا وقصصاً عن محمد وشام وآلاء أطفال خلقوا في زمن الحرب يغنّون الشهادة والبطولة، لا يمكن بعد هذه الفنون المطعّمة بالمآسي أن ننسى فعل الحرب، الرائحة الكريهة التي تسبب تضيّق القصبات بفعل الألم والمعاناة، ومشاهدة ما يصعب تغييره، بل الكتابة عنه ووصفه وحسب، بذلك يقوم الأدب بوظيفته على أكمل وجه وهو الكشف عن خبايا الإنسان، فكل ما ينتجه الإنسان يدور حول محور واحد هو الإنسان.. ولابد لنا من الاعتراف أنّنا عاجزون أن نغيّر الواقع للأحسن فنتعكّز الأدب والرّسم والغناء والمسرح والدراما نضع كل ثقلنا، كي نكون أكثر قوة وصموداً وثباتاً أمام حياة طعمها واحد، فنكتب وجوهها المتعددة، بعيدين عن التقليد الذي يعوّق الأدب عن التطوّر والتجدّد، وخاصة وأنه على الأديب أن يكون على احتكاكٍ بمجتمعه ليكتب لغة يألفها لتكون قريبة من آلامه وأحلامه، يواكب مستجدّاته وطريقة تفكيره ولسان حاله فيكتب من محبرة عينه التي تتربّص الحياة، الحرب التي مرّت من هنا.
العدد 1181 – 12 -3 -2024