الثورة- عبير علي
استهوتها الورود والزهور والزخارف، وكانت مدينة دمشق بأقواسها وقبابها وزخارفها حاضرة في لوحاتها.. تأثرت بمشاهداتها للتراث المعماري، خلال جولاتها السياحية في عدة بلدان.. فاستعادت كنوز التراث الحضاري، برؤية فنية حديثة، لا تقلد الأصل ولا تطلقه، وكل ذلك ضمن أسلوب خاص بها، ويحمل بصمتها الإبداعية.
إنها الفنانة التشكيلية إلهام جبور التي عملت في بداياتها كمذيعة، وصولاً إلى تفرغها الكامل لإنتاج اللوحة الفنية وعرضها والتي مازالت مستمرة بالعطاء، فالرسم بالنسبة لها هو رفيقها وسميرها.
ولإلقاء مزيد من الضوء على تجربتها الفنية كان الحوار التالي:
* بدأتِ حياتك في حلب بكتابة الشعر والعمل الإذاعي.. ماذا عن تلك المرحلة؟
في الفترة الجامعية، كنت مقلة جداً بالرسم، ثم الزواج وإنجاب الأطفال والاعتناء بهم كانت جداراً بيني وبين الرسم، وكانت الظروف لا تساعدني على الرسم، فتوجهت إلى الكلمة، حيث ذهبت إلى إذاعة حلب وأخذت موافقة من مدير الإذاعة، على تقديم بعض البرامج، وكان أول برنامج بعنوان: (ركن المرأة)، ثم برنامج (طريق الحياة)، وهو برنامج اجتماعي يطرح مشاكل الناس بقالب تمثيلي، على غرار برنامج حكم العدالة، وحقق نجاحا جيدا، بدليل كثرة الردود التي كنت لا أستطيع قراءتها، ثم عملت برنامج (كلمة ولحن)، أقرأ خواطري وأتبع بعدها مقطعاً من أغنية لعبد الحليم حافظ.
* لماذا تأخرت تجاربك التشكيلية إلى مطلع التسعينات؟
كانت حياتي صاخبة جداً بالواجبات المنزلية والاجتماعية والسهرات والأسفار، بحكم عمل زوجي، إلى جانب وظيفتي، لذلك لم تسنح لي الظروف لممارسة الرسم.
* معرضك الأول حمل عنوان:(ورود وزهور)، لماذا كان التركيز على هذا الموضوع ؟
سنة ١٩٨٠ انتقلنا من حلب إلى دمشق، وكنت لا أعرف التنقل ضمن الشام، وتركت وظيفتي، والأولاد كبروا، هنا انتابتني حالة من الشعور الشديد بالفراغ، وكي لا يتسلل إلى داخلي اليأس، صممت أن أكون شخصاً لي مكانة في المجتمع واسم وصفة.
في ذات اللحظة قررت أن أبدأ بالرسم، ولم يكن عندي الصبر أن أشد القماش وأثبته، وقعت بيدي صورة أشعة، فرسمت عليها فرأيتها مناسبة، ونفذت أكثر من أربعين لوحة بكل القياسات، وتقصدت أن يكون معرضاً للزهور، فكان معرضي الفردي الأول سنة ١٩٩٠، والثاني 1991، والثالث في 1992، وأنا منتسبة للنقابة وقتها، وفي الوقت نفسه كنت أشارك في المعارض الجماعية ومعارض الإدارة السياسية ووزارة الداخلية على سبيل المثال لا الحصر.
*كيف تصفين علاقتك بالزخرفة، وتجسيد العناصر الإنسانية بأسلوب فطري مبسط؟
تطورت كثيراً في عملي، شدتني دمشق القديمة، بأقواسها وأبوابها ونوافذها وزخرفتها، ونفذت الكثير منها، وشدتني أيضاً المنمنمات والزخارف، فعشقتها ليس في سورية وحسب، بل كونت مخزوناً من خلال أسفاري إلى إيطاليا حيث الجمال والزخرفة، ثم الجمال في ساحات باريس وبلجيكا وإسبانيا، وقصورها الملكية الفريدة، ودول أخرى.. وأصبحت أملأ الفراغات كلها بالزخارف، ما ساعدني في عملي الذي كان ينساب بعفوية وفطرة من خلال مشاعري وأحاسيسي.
*ما عدد معارضك الفردية والجماعية؟
لدي ١٧ معرضاً فردياً، وأكثر من ١٠٠ مشاركة في معارض جماعية رسمية وخاصة.
* ما أمنيتك في الحياة بعد هذه الرحلة الطويلة؟
كل ما أتمناه في الحياة أن تمزق المرأة شبكة التخلف، وتكسر أسلاك الجهل والعادات والتقاليد، وتنهض بقوة وعزم وثقة متسلحة بالعلم والوعي لتبني بيتها ووطنها، وتكون عوناً للرجل يدها بيده، معاً