عبير علي
لوحات فسيفساء خزفية ملونة من الطبيعة مشغولة بإتقان، للحرفية والفنانة التشكيلية سناء فريد، التي حملت التراث اللامادي في قلبها وعقلها، وعملت بمحبة لحفظه ونقله إلى الأجيال والمهتمين، لضمان استدامته والمحافظة عليه من الاندثار.
فعلت ذلك من خلال الإشراف على دورات تدريبية، لحرفة القيشاني والخزف الفسيفسائية، ولم تقتصر في تدريبها على السوريين، بل قامت أيضاً بتدريب مجموعة من السيدات الأجنبيات من جنسيات متنوعة “إيطاليا، هولندا، ألمانيا”، على صناعة عدة قطع فنية، وتعشيقها بالخزف، الذي يعتبر من أعرق الحرف اليدوية السورية، من خلال ورشة عمل تدريبية أقامتها جمعية الوفاء التنموية بالتعاون مع وزارة السياحة.. لحرصها الدائم على تقديم المتعة للمتدربين وتحفيزهم على تطوير ما تعلموه، ونقله إلى الآخرين.
الهدف من وجهة نظر الفنانة سناء، هو الحفاظ على هذه الحرف التراثية السورية العريقة، خاصة وأن سمعتها مشهورة عالمياً، ويمكن الاعتماد عليها في تأسيس المشاريع الصغيرة، التي تقوي وتدعم المنتج والاقتصاد المحلي.
وفي حديثها لصحيفة الثورة أشارت إلى أن “فن الخزف هو فن تطبيقي خزفي تزييني له العديد من المجالات والاستخدامات، كأن يكون فناً زخرفياً للتزيين، أو فناً يستخدم في كثير من الأواني المنزلية المعدة للاستخدام، وبذلك هو فن وحرفة معاً”.
كما نوهت بأن جميع أعمالها لوحات فسيفساء خزفية ملونة من الطبيعة، وهي عبارة عن “بلاطات صغيرة”، كانت تزين بها بيوت دمشق فتضفي عليها جمالاً وبهاء، برسوماتها وخطوطها، وهي جزء مهم من حضارة بلدها سورية وعمارتها.. وأكثر ما يحزنها اليوم، تراجع المهتمين بهذا الفن الزخرفي الذي جمع بين خصائص اللوحة الجدارية والفنون التطبيقية، التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين، في أدواته اليومية، وهي تحمل طهارة تراب الأرض، ورائحة النار بعد أن يجف.
سناء فريد فنانة عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، لها عدة معارض فردية وجماعية داخل وخارج سورية، ومنفذة لعدة جداريات فسيفسائية.