الثورة – رنا بدري سلوم:
أسمعتم يوماً عن رثاء اللون، وكيف أن يعنون اسم ابنة اللون عنواناً لقصيدة، أمّ رسوم الأطفال؟، في مجلة أسامة تقرؤون وفاء لا رثاء، بقلم شاعر لايعرف أن ينمّق الكلام فكتب قحطان بيرقدار رئيس تحرير المجلة باسم كل طفل شدّه لون الفنّانة التشكيلية لجينة الأصيل التي رسمت بأنامل الطّفل بنات أفكاره وصِبية شغبه ليحكي اللّون حكاية الطّفولة والشّغف بعفويّة مطلقة، فكتب بيرقدار في مجلة أسامة طباعة الهيئة العامة السوريّة للكتاب قصيدة بعنوان “لجيّنة الأصيل”:
هي أمّ رسوم الأطفال أمّ “أسامة” والأجيال
وأميرة ألوان الدّنيا برُ شموسٍ، بحرُ ظلال
من منكم يعشقُ ألوانه أكثرُ من هذه الفنانة؟
تلك لجينة يا أصحابي روضٌ لا يهجر أغصانه!
ريشتها قلبٌ كم يحنو كي يرسمنا وكما نحن
نركضُ نقفز نعلو أملاً من غيّمات البشرى تدنو!
رسمتنا أفراحاً تجري نهراً يعرفُ درب البحر
أقماراً باسمة زهراً يتقن حقاً لغة العطرِ
في هذي الأوراق تحيّة للجينة بالحبّ نديّة
من تغمرها بمحبتنا من تلقى بالحسن سخيّة
ستبقى اللمسات الفنيّة للراحلة الباقية لجينة الأصيل على كل لوحةٍ جميلة تشد ناظرها فهي عرّابة الفن التشكيليّ الطفوليّ لعدة أجيال، تاركة هوية لا يمكن محوها وإن غيب الموت وجهها الباسم، لجينة الأصيل صاحبة القلب الدافئ ستفتقدك المراسم، لكن لون الفرح سيتتبع وجهكِ كما تتبعنا تلك القصيدة المزدانة بالحرف الملوّن حباً ووفاء من أسرة أسامة لابنة اللون والإشراق والحياة.
التالي