يتحفنا المسؤولون عن الكرة السورية كل يوم بابتكار جديد يسجلون فيه سبقاً تاريخياً لم يحصل من قبل، فقد شهد الدوري عدة ابتكارات جعلت من التفاعلات بالوجوه على فيسبوك في ثلاثة، أدهشني وأضحكني وأغضبني، وها هو الابتكار الجديد في كأس الجمهورية يتفوق عليها جميعاً، ويحصر التفاعلات باثنين فقط هما أضحكني من جهة الشامت وأغضبني من جهة المشموت به.
لن نحدد أطرافاً بل نتكلم بالعموم والحيادية ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، ففي بداية الكأس لم تكن القرعة هي الوسيلة السليمة لتحديد نمط المسابقة، ليس عندنا فقط، بل في كؤوس أكثر شفافية بصراحة وأقل عرضة للتشكيك، (نقول تشكيكاً وليس حقائق) لا يستخدمون القرعة في مسابقات محلية لأن ذلك حكماً يؤدي للتشكيك في نزاهة المسابقة وقد حصل ذلك فعلاً.
دعك من القرعة، فلم تكن هي السبب بحصر التفاعلات باثنين فقط، بل الابتكار اللا تاريخي في تغيير مفاجئ لنظام المسابق، ففي أي دولة بالعالم تكون الجهة المنظمة هي صاحبة القرار في شكل ونظام المسابقة الذي يكون على طريقة خروج المغلوب بشكل مباشر، أو طريقة الذهاب وبالإياب، وكلتا الطريقتين معمول بها عالمياً.
أما أن تلعب جزءاً من المسابقة على طريقة خروج المغلوب، حتى إذا وصلت إلى الدور نصف النهائي وتبقت لديك أربعة فرق فقط تغير فجأة كل نظام المسابقة وتقرر اللعب ذهاباً وإياباً، فهذا هو غير المسبوق والكفيل بنسف أي ثقة بالمسابقة وقسم الجمهور غير المنضبط على وسائل التواصل أصلاً إلى شامت يتفاعل بأضحكني ومشموت به يتفاعل بأغضبني.
ما نأمله أن تتوقف الابتكارات التي لا يقبلها منطق ولا تُظلّها عدالة حتى لا نصل بطريقة حصر التفاعلات على فسيبوك إلى الرقم صفر، ولا يوجد تفاعل يمكن أن يعبر عما نشعر به سوى تفاعل لا وجود له.