من الواضح أننا حالياً نعيش حالة من انقلاب مفهوم البطل في المسلسلات، فبعد أن كانت سابقاً تكرس مفاهيم وقيماً معينة يتبارى صناع المسلسلات للاشتغال عليها، أصبحت هذه التيمة مملة، واليوم نحن مع ضخ درامي لشخصيات بعيدة كلياً عن مفهوم القدوة، والسبب…؟
إنها لم تعد جذابة غير قادرة على جذب المشاهد على مدار ثلاثين حلقة، فالمشاهد المدجن على مدار سنوات عديدة، تبدلت ذائقته ولم يعد يجذبه سوى تلك الأعمال الممتلئة بالاكشن، ولكن كل هذه الفبركة التي ترمى في وجوهنا سنوياً، إلى أين تأخذنا…؟
إلى الفراغ الدرامي، بمجرد انتهاء الموسم الرمضاني السنوي أي لا أثر يبقى، هل فعلاً نفكر في تلك الأعمال أو نتقمص بعضاً من حكمها، كما نفعل حين نقرأ عملاً أدبياً أو نشاهد فيلماً سينمائياً، تنغرس قيمه في أذهاننا…؟
لا شك أن هناك خلطات درامية أتقنت التواجد في الموسم، لأنها أجادت مفردات السوق وتقبلتها ذائقة الناس، وبالتالي كل ماعدا ذلك لا يهم.
خلال الموسم الرمضاني هناك طريقة تسويق على مواقع التواصل تتقنها تلك الأعمال، وبالفعل نرى شخصياتها تتصدر “التريند” ولكن هل أثرها يتصدر مع مرور الوقت، وهل شخصياتها تصلح لأن تكون قدوة يتمثلونها، مع كل هذا العنف والدماء التي تكاد تخرج من الشاشات.
إن كل هذا التشويش والتلاعب الدرامي الذي نعيشه يتغذى على خلطة درامية ساخنة أثناء العرض، وتبهت حد التلاشي بعد الانتهاء من العرض، أنها تشبه تلك المفرقعات النارية التي نستمتع بها آنيا وسرعان ما ندير وجوهنا باتجاه تسلية أخرى.