تمر ذكرى الجلاء هذه الأيام وبلادنا لاتزال تقاوم أعداءها الذين يحاولون التربص بها والنيل من حريتها وخيراتها وكأنها في امتحان دائم لمقارعة ذاك المستعمر الطامع بثرواتها” وكأن قدر سورية أن تصيبها الملمات، ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة، وأن تخرج من المحن أقوى بتماسك مجتمعها ورسوخ قيمها وتصميم شعبها الذي منحه الله الوعي والحضارة والانفتاح”
تلك المحطّات المضيئة التي سجلتها بطولات الشعب السوري بأطيافه كافة في سفر الخلود، تعود إلينا في ذكرى جلاء آخر مستعمر فرنسي من بلادنا وتحقيق النصر المكلل بالغار، وتعود معه تلك المواقف العظيمة وذاك التحالف القوي بين أطياف المجتمع لتحقيق النصرعلى الأعداء وبتضحياتهم تحقق لهم النصر وعلت رايات العزة والكرامة تحصد ثمرة الجهاد والنضال الأسطوري الذي شكل منعطفاً حقيقياً لبناء سورية الحرة والقوية المؤمنة بشعبها المقاوم الذي يأبى الذل ويقاوم كلّ عدو يحاول النيل من حريتها.
واليوم ونحن نحتفي بذكرى الجلاء الذي حققته سورية في العام ١٩٤٦ في ١٧ نيسان، لابدّ أن نحتفي أيضاً ببطولات وتضحيات رسمت دروبها على خطا أجدادها لتتابع مسيرة الكفاح التي لم تنته بعد، وتسيرعلى دروب المقاومة من أجل أن تحصن حدودها من عدو يتربص بنا، فالعيون متيقظة والقلوب صامدة والأرواح قرابين أعدت لتكون فداء للوطن.
قصص من الكفاح لا تنتهي وحكايات أمهات تروي كيف قدمت أبناءها ليكونوا في الصفوف الأولى على جبهات النضال إيماناً منها بأن الوطن هو الأغلى.
وكم أجادت أقلام الشعراء والأدباء في تمجيد تلك البطولات والتضحيات لتكون رائعة المجد والنصر خالدة بأحرف من نور.
كلّ عام والنصر حليف بلادنا وكلّ عام ونحن نردد:
ياعروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب.