حتى مع أهميتها الكبيرة ودورها المهم في التعليم والتثقيف بمختلف مجالاته للطلاب في مراحل تعليمية وصفوف دراسية، بدءاً من المرحلة الاساسية وانتهاءً بالثانوية، إلا أن المكتبات المدرسية بقيت بشكل عام مجرد اسم من دون معنى وهدف، وكثير منها أحدثت ولم يتم تفعيل أدوارها وأداء عملها بالشكل المطلوب ووفق الأهداف التي أحدثت من أجلها.
إذ إن الحصول على مسمى أمين المكتبة المدرسية هو المبتغى لكثيرين من الكوادر التعليمية، ممن كانوا يطلبون الحصول على هذه الوظيفة والتحويل من العمل التعليمي إلى الإداري، كونها مهمة مريحة لا تتطلب المشقة والإجهاد في المدرسة، حتى مع عدم التقيد بالشروط اللازمة والمطلوب الإلمام بها من قبل من هم أمناء المكتبات المدرسية.
كما أن أنشطة المكتبات المدرسية بقيت محدودة جداً، ومنها مكتبات غابت جميع الأنشطة عنها، في الوقت الذي تتأكد فيه أهمية أي نشاط مدرسي يخدم دور الكتاب وأهميته في تعزيز ثقافة الطالب ومعرفته واطلاعه على المعارف الحديثة المختلفة وبجميع أنواعها من خبرات وإضافات علمية ومجتمعية وغيرها الكثير من بحور العلم والمعرفة.
ولا يمكن إغفال مدارس تولي المكتبة المدرسية أهميتها، وتعمل على تحقيق أكبر فائدة للطلبة منها عبر تشجيعهم على القراءة والمطالعة المستمرة لما يحققه ذلك من قوة معرفية لديهم وتمكين وتثقيف يخدمهم في مجالاتهم الدراسية، وحسب ميولهم ورغباتهم، وينمي مواهبهم وقدراتهم في جوانب عدة، عبر تنظيم الوقت والمواءمة بين الواجبات المدرسية من جهة والقراءة من جهة أخرى.
وفي اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في ٢٣ نيسان، وانطلاقاً من أهمية المكتبات المدرسية، ودورها وأهمية الكتاب ومكانة المؤلفين الفكرية والمجتمعية، ضروري جداً تفعيل عمل جميع المكتبات، ليس لمجرد إقامة الأنشطة والفعاليات، بل أن يكون هذا التفعيل عبر خطط مستمرة تعزز من القيمة الكبيرة للمكتبة، وتعزيز وعي الطلاب وثقافتهم.
ومهم أيضاً المتابعة المستمرة لعمل القائمين على المكتبات المدرسية، من خلال التركيز على أهمية الكتاب كحلقة وصل بين الماضي والمستقبل وجسر بين الأجيال، وأهمية استكشاف متعة القراءة، وتوضيح مختلف الجوانب المتعلقة بذلك، وتحفيز الطلاب على الثقافة والمعرفة والقراءة لتنشيط العقل والقيام بدورهم الفعال والمطلوب في المجتمع لاحقاً.