لم تكن زياراتي المتكررة لمدينة حلب تكتمل دون زيارة -ولو جزء قليل -من معالمها الأثرية، وخصوصاً قلعتها وسوق” الشونة” الأثري العريق المجاور للقلعة والذي يتمتع بالأصالة والعراقة وكذا أسواقها القديمة بما تحمله من عبق الماضي.
وبالطبع لا تقتصر الأسواق القديمة على مدينة حلب وحسب، فهي تمتد لتشمل المحافظات كافة، ففي كلّ منها معالم وأسواق تحكي تاريخ مجد وثقافة شعب وخصوصية الهوية السورية العريقة، وقد استهدف الإرهاب غير قليل منها بهدف طمس معالمها والقضاء على هويتها، واستطاع بجرائمه البشعة أن ينال من بعضها ،رغم التضحيات التي بذلت للدفاع عنها، وجميعنا يذكر الشهيد خالد الأسعد وغيره كثيرعندما استهدفتهم يد الغدر، فقط لأنهم دافعوا عن إرث أجدادهم.
وربما الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي صادف يوم ١٨ نيسان هو الذي أعاد إلى ذاكرتنا ما حدث من تخريب وتدمير للعديد من تراثنا لنجدها فرصة لرفع الوعي بأهمية إرثنا الوطني،وضرورة الحفاظ عليه، وفي الآن نفسه للتأكيد أن حماية التراث وصونه هو مسؤولية وطنية يشترك فيها أفراد المجتمع كافة على اختلاف تنوعهم ومواقعهم الاجتماعية، وأن نعمل على غرس مفهوم المسؤولية لدى الأطفال والأجيال الناشئة وتعريفهم بإرث أجدادهم عبر الأنشطة المتعددة والمسابقات الثقافية والزيارات الميدانية لتكريس مفهوم الانتماء وتعزيز دورهم الإيجابي تجاه وطنهم.
ولايمكن إلا أن نستذكر بعض معالمنا التي تربعت على قائمة التراث الثقافي المادي واللا مادي لأهميتها التراثية وعمقها الحضاري والإنساني، ومنها دمشق القديمة وتدمر وقلعة الحصن وليس آخرها القدود الحلبية وصناعة العود والوردة الشامية.
ما يؤكد من جديد أهمية الدفاع عن تراثنا الثقافي وبذل الجهد لحماية إرث ماضينا وإبداع حاضرنا والقادم الأجمل.