غصون سليمان:
شكّل عيد الشهداء منعطفاً تاريخياً هاماً غير وجه وملامح المعركة النضالية الوطنية، التي خاضها الشعب العربي السوري ومازال يخوضها بأدوات وتفاصيل مختلفة ضد عدو واستعمار وإرهاب قديم -جديد، كان ومازال طامعاً بما يملكه بلد الآباء والأجداد من مقدرات وطاقات وموقع جغرافي غني يتوسط هذا العالم .
فعلى أنغام النصر وعقيدة الشهادة استبسل السوريون ومازالوا يستبسلون كل يوم على جبهات الكرامة الوطنية في الدفاع عن قضيتهم، مذ وطأت أول قدم غازٍ التراب المقدس، فما بين الماضي والحاضر صور وشواهد لا تمحى من الذاكرة على بطولات شعبنا على جميع المستويات السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يحاول الأعداء بمسمياتهم المختلفة طمس الهوية الوطنية واللعب على مفردات ومعاني السيادة والاستقلال الوطني، وتشويه الصورة الحقيقية لطموحات شعبنا الذي أبى ورفض وقاوم عهد المحتل العثماني البغيض، والفرنسي الحاقد، والكيان الصهيوني العنصري، وغيرهم الكثير من الطغاة الذين تلقوا من أبناء وأحفاد الآباء والأجداد دروساً وعبرَ من صفحات الكبرياء والصمود والعنفوان مثله الجيش العربي السوري البطل ومن ورائه الحاضنة الشعبية حيث قدما أغلى التضحيات وأزكاها على مذبح حرية الوطن المعززة بقوة الإرادة والصبر على فقد الأحبة لتبقى راية الوطن شامخة شموخ جبالنا وطهر دمائنا.
فعز الشهيد عز لامثيل له.. ففي دمعة الأوطان يورق الدم ..
في عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر نبارك لجيشنا وشعبنا وقائدنا انتصار الدم على جميع أدوات الشر في هذا العالم المشحون بسطوة الظلم والقهر..
وكل عام وشهداء سورية نور على نور تضيء عتمة الليالي والأيام لأجيال الغد.

التالي