عادل عبد الله:
سبعة أشهر من الحرب على غزة.. الدمار الخراب في كل مكان، من الشمال حتى الجنوب لم يَكفَّ السلاح الإسرائيلي عن دك جميع مناطق القطاع، بدليل أننا عندما نشاهد بعض الصور في التلفزيون أو الإنترنت يتبين لنا أن “إسرائيل” فعلاً مرت من هنا.. هو مرور اللئام.. حرب تخلف أكواماً من الركام بسبب تجريف الشوارع وتخريب البيوت وتحطيم السيارات، وإجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح عن منازلهم.. وأصبحت الشوارع التي كانت نابضة بالحياة سابقاً، مهجورة ومدمرة.
في ظل العدوان الإسرائيلي يشهد قطاع غزة إلقاء كمية هائلة من المتفجرات، وسرعان ما تسبب القصف من الجو والبر والبحر في أضرار جسيمة في جميع أنحاء القطاع، وأدى العدوان إلى إلحاق الدمار بالماء والأرض وحتى الهواء، محدثاً الدمار الهائل، ويقع التركيز الرئيسي للبنية التحتية المدنية في القطاع، سُوّيت مبان كاملة ومبان مجاورة بالأرض.. وستكون هناك حاجة إلى وقت وجهد كبيرين حتى تعود الحياة هناك إلى طبيعتها.
استخدمت صحيفة “هآرتس الإسرائيلية” صوراً جوية قبل الحرب المتواصلة على قطاع غزة وبعدها، للدلالة على حجم الدمار الهائل الذي أحدثه “الجيش الإسرائيلي”، واصفة المشاهد بأنها أشبه بما بعد القنبلة الذرية.. وفي تقرير تحت عنوان “سكان غزة فروا من منازلهم.. ليس لديهم مكان للعودة إليه”، قالت إن “الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة. الواقع الجديد الذي أوجدته عمليات الجيش الإسرائيلي سوف يؤثر على المنطقة برمتها لسنوات عديدة”.
نكبة فلسطين.. شتات 1948 و1967، صورة ما زالت في الذاكرة، خيامٌ نصبت للنازحين من القتل والبطش الإسرائيلي, والفلسطينيون يحملون أمتعتهم هاربين من العصابات الصهيونية التي اجتاحت القرى الفلسطينية نازحين إلى أطراف الضفة وغزة وخارج فلسطين..
في الحرب الإسرائيلية على غزة سيكتشف العائدون حجم الدمار في القرى والبلدات والبنية التحتية عامة.. وكيف أن “إسرائيل” تقتل من أجل القتل وتتعمد قتل الأطفال والنساء كنوع من إنزال الرعب والخوف في قلوب الجميع وامتداداً للفكرة الإسرائيلية القديمة التي مارسوها في بداية إنشاء ما يسمى “دولتهم”.. فقد قامت على فكرة العصابات والقتل والتشريد وإلا ماذا يفسر أن تقصف الطائرات في المساء وفي الصباح تحرك الجرافات والدبابات لنسف البيوت؟.. ما يؤكد أن الكيان الصهيوني الأكثر دموية في العالم.