الثورة – علاء الدين محمد:
الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، التي تتكون وتتبلور فيها سلوكياته واتجاهاته، والتغذية العلمية والمعرفية تشكل مصدراً أساسياً لإثراء شخصيته فكرياً وروحياً، وتوسيع مداركه بنواحي الحياة المختلفة، من هنا لا بد من الوقوف على الخلفية العلمية والمجتمعية والفلسفية لضرورة تقديم الدعم بجميع أنواعه للطفل، وإشراك المؤسسات الأهلية والحكومية، وأيضاً المبادرات الفردية والشخصية للنهوض بطفلنا الذي عانى ما عاناه، والغالبية من هؤلاء الأطفال ولدوا في الأزمة التي يعيشها مجتمعنا حتى يومنا هذا.
مبادرة قامت بها الأستاذة التربوية يسرا عباس برعاية وزارة الثقافة، فقد طرحت فكرة أن كل أسرة لديها طفل يمتلك هواية الرسم أن يأتوا به إلى المركز الثقافي بالمزة بالتنسيق مع مدير المركز الأستاذ إبراهيم منصور.
ففي كل أسرة نجد أن هناك شخصاً من الصف الأول إلى الصف السادس يمكن أن تكون هوايته الرسم نجمع تلك اللوحات ونضمها في معرض فني، وأيضاً تواصلت مع عدد من مدرسات الرسم في عدد من المدارس بحيث تختار كل معلمة رسم من لديهم الموهبة من الأطفال وبإشراف تربوي.
عشرات اللوحات الفنية التي أبدعتها أناملهم الصغيرة، في كل لوحة حكاية طفل.. مشاعره.. أحلامه..أمانيه، يرسمها بشغف، كل لوحة تعبر عن عائلة سورية، يرسمون ويتخيلون وقائع وأحداثا، وهذا التخيل يساهم إلى حد بعيد في بناء شخصية هؤلاء الأطفال، وهو وسيلة لتنمية المواهب الذهنية، وإشباع الحاجات النفسية والروحية.
على هامش النشاط التفاعلي كانت لنا هذه الوقفة مع الاختصاصية التربوية خلود حجي، وقالت: بحكم عملي التربوي اكتشفت أن هناك مواهب كثيرة في الرسم تفاجأت بها من الصف الأول حتى الصف السادس، وهناك تعدد بالنسبة للألوان وتنسيق اللوحات والمواضيع، فأردنا أن نضيء على تلك المواهب وليس فقط التركيز على القراءة والكتابة والرياضيات وغيرها من العلوم.. فالرسم والموسيقا ضرورية للتعبير عما يجول في خاطر الطفل وهناك أطفال مبدعون في تلك المجالات وتفتح أمامهم الطرق إلى مجالات أكبر فالموهبة لا تقدر بثمن.
أما الزميل يزن زيفا أشار أننا اليوم بحاجة جميعاً إلى تلك المهرجانات وتلك الفعاليات، فهناك حوالى 100 طفل اليوم يجتمعون مع أهاليهم لرسم تعابيرهم الحلوة، فالموهبة عند الطفل ممكن أن تنتج مستقبلا كبيراً حين يتم تعليمها بشكل جيد وصقلها وهنا دور الإعلام للإضاءة على الأطفال ومواهبهم تلك.
وأضاف الرسوم هي عبارة عن مخيلات الأطفال وتلك التعابير والمخيلات ممكن أن تؤدي بهم إلى عالم الدراما والفن والإبداع والهندسات وغيرها، فأكبر الرسامين العالميين بدؤوا برسومات صغيرة ،والصورة هي ترجمة حقيقية للواقع، فكل طفل نقول إنه يوصل رسالة معينة إن كانت في الطبيعة أو في قصة أو في أي فكرة فواجبنا الاهتمام بهؤلاء الأطفال كإعلام وكمعلمين وكأهل وندعمهم، وتلك الفعاليات هي نوع من هذا الدعم.
ولفت إلى أن هؤلاء الأطفال هم بذرة لتحقيق شيء أكبر فأغلب الفنانين المشهورين والعالمين والرياضيين وغيرهم تم الاهتمام بمواهبهم لوصولهم إلى ما وصلوا ليصبحوا فنانين وعازفين وملحنين وكتاب وشعراء وغيرهم والتربية اليوم تعطي أهمية كبيرة للتعليم المهني من فنون تشكيلية وفنون نسوية وغيرها من الفنون.