تصطدم مفاوضات تبادل الأسرى بالتعنت الإسرائيلي عند الحاجز نفسه الذي نصبه الاحتلال منذ اليوم الأول لعدوانه على غزة، حيث اعتقد نتنياهو بأن قوات الاحتلال قادرة على تحطيم المقاومة، وتدمير بنيتها السياسية والاجتماعية، وإجبار الفلسطينيين أولاً، والعالم ثانياً، على خلق سلطة بديلة تدير الوضع في غزة.
والسبب الفعلي لتعطل المفاوضات هو رفض العدو فكرة إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع والالتزام بوقف العدوان نهائياً.
مما يؤكد أن حكومة العدو لا تهتم لأمر الأسرى، وترى أن كيانها مستعدّ لمزيد من النكسات وخسائر الجنود والأسرى، وتراهن على استمرار حالة الاستنفار لأطول فترة ممكنة، عسى أن يحقق الاحتلال نجاحات في الميدان تُبنى عليها نتائج في السياسة.. المفاوضات.
مهما حاول نتنياهو للخروج من مأزقه، لن يكون عدوانه على رفح طوق نجاة له.
فالمقاومة التي صمدت طيلة العدوان الذي يدخل شهره الثامن، قادرة على الصمود، وستكون أقوى مما سبق وإلحاق المزيد من الهزائم في صفوف قوات العدو، وتحطيم أحلام نتنياهو.