يقولون عنها: إنها الملهمة التي تبعث الضوء وتنثر الدفء والحب أينما حلت وكيف توجهت، ولكنها وقبل كل شيء هي الأنثى التي تبني العقول قبل الأجساد وتبني الإنسان صانع المعجزات.
والحقيقة لسنا هنا في معرض كيل صفات المرأة الملهمة وتبجيلها، بل هي وقفة مع ظاهرة لافتة استوقفتني في غير نشاط ثقافي على تنوع أشكاله وفنونه التشكيلية والموسيقية والغنائية.
فقد لاحظنا توجه المبدعات في بلدي إلى تشكيل فرق ومجموعات سواء على الصعيد الموسيقي أم الغنائي أم التشكيلي، فنشأت بذلك العديد من الفرق الموسيقية التي تميزت واستطاعت أن تفسح لنفسها مكانة مرموقة بين الفرق الموسيقية الكبيرة، ومنها فرقة” التخت الشرقي” التي حلقت في سماء الموسيقا الشرقية الأصيلة، وبعضهن اختار ميدان الغناء فشكلن فرقة “الغاردينيا” التي استطاعت أن تحيي تراثنا الغنائي الآيل للنسيان، فيما ذهبت أنامل بعضهن إلى الفن التشكيلي لترسم رؤى وأحلاماً لوطن هو الأجمل، وفرق عديدة تبوأت على عرش عالم المشغولات اليدوية فشكلن فريقاً متكاملاً ينافسن به في ميدان الأزياء والأسماء العالمية.
ناهيك بدورها في الإبداع الشعري والقصة والرواية التي تزاحم بهم على المراتب التي تليق بمكانتها.
هذه الظاهرة التي تتسع لتشمل غير ميدان ثقافي وفني وإبداعي، تؤكد يوماً بعد يوم دور المرأة في الحراك الاجتماعي، وتشكل أنموذجاً للمرأة السورية القادرة التي تتحدى الصعاب وتكسر قيود العادات البالية لتبني عالماً مضيئاً بالعلم والثقافة والإبداع الحقيقي، فلم تثنها عاديات الزمن وتحديات المجتمع عن تحقيق حلمها الوردي في أن تكون الأنثى المبدعة التي تريد، ولم تتنازل يوماً عن عشقها لوطنها فكانت الوطن الذي يحتضن وطناً، حفيدات عشتار وزنوبيا ومبدعات بلدي بوركت خطواتكن على دروب مستقبل يزهر بأرواحكن ويتألق بعطاء لا ينضب.