يتعمد “الاحتلال الإسرائيلي” تصفية الوجود البشري وأي مظاهر للحياة في مناطق قطاع غزة، فالمنظومة الصحية شهدت تدميراً ممنهجاً، من خلال تصفية خدماتها باقتحام المستشفيات وتدميرها، والعديد من الخدمات التي أصبح رصيدها صفراً.. والأبنية والبنية التحتية سويت بالأرض، وكذلك المدارس التي لجأ إليها المهجرون الغزاويون الذين دمرت منازلهم وأجبروا على مغادرة مناطقهم.. حتى أن خيم الإيواء من الشتات لم تسلم من القصف الشرس والهمجي.
لا بد أن يعلم الاحتلال ويدرك جيداً أنه السبب الرئيس في كل هذه الكوارث الإنسانية والصحية والاجتماعية والنفسية وغيرها.. التي حلت بالقطاع وأهله المحاصرين والمكلومين والمهجرين من بيوتهم قسراً والذين يعانون من ويلات الاحتلال منذ عام 1967 وحتى الآن.
حرب همجية شرسة على قطاع غزة وسط حملات اقتحام للمدن واعتداءات المستوطنين.. ولعل ما نشاهده في القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي الدموي في السابع من أكتوبر الماضي وحتى يومنا هذا على يد هذا الاحتلال الغاشم من مجازر وقتل وتجويع وتعطيش وقطع للكهرباء ومنع للوقود والمستلزمات الطبية والأدوية والأغذية وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية لعائلات بأكملها واستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وكذلك قصف الكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل بلا رحمة بجعل غزة مكاناً غير آمن بكل معنى الكلمة.
أكثر من مليونين وثلاثمئة نسمة يتعرضون لشتى أنواع الحصار والعذاب بجميع مسمياته، هدمت بيوتهم، وانعدمت جميع مقومات حياتهم.. أولاد وشباب ورجال يحفرون بأيديهم بين البيوت المهدمة بعد قصفها للبحث عن ناجين لإنقاذهم، أو شهداء ليواروهم إلى مثواهم في أرض غزة الكرامة.
ما يحصل في القطاع من مجازر لا يتحملها بشر على وجه الأرض، وبالرغم من أطنان المتفجرات والصواريخ والقذائف التي تروع الكبير قبل الصغير.. سيظل هذا شاهداً على حجم المؤامرة والقهر والظلم والعدوان الدموي الذي انصب على رؤوس سكان غزة من دون أن يحرك دعاة الحق والحرية والديمقراطية في العالم ساكناً.