يحدث ما يحدث في غزة وطوفان الأقصى يرفده شلال دماء أهل غزة، والمقاومة بفصائلها المتعددة الأسماء الموحدة الهدف تسجل يومياً صفحة جديدة في أحقية أصحاب الأرض والدفاع عنها ضد المحتل المارق، رغم كل الدعم الأمريكي والغربي الذي يقدم له، وكأنه مؤشر ليتم جرائمه.
وتبرز المرأة الغزاوية الجناح الأقوى المتصدي بلا سلاح، بل بالأرواح لتتربع على عرش النضال والتضحية.. زوجها.. أبناؤها.. إخوتها.. ممن يقدرون على حمل السلاح في مواجهة الصهيوني في المسافة صفر..
هي وأبناؤها الصغار تائهون بين الركام تبحث عن جريحهم أو شهيدهم.. أو بقايا أشلاء تدل على أحدهم أو أكثر.
ورغم ذلك تبحث لجارتها عن مكان تسترها فيه لتضع مولودها.. أصبحت القابلة والطبيبة والطاهية لتصنع لمن بقي منهم من لاشيء ما يؤكل..
ترسل رسائل الشكر لطلاب الجامعات الغربية مثمنة مواقفهم لأجلها وأبنائها.. تطلق أهازيجها للمقاومين لتشد أزرهم، وأنها بخير، في حين النتن ياهو يرسل الطائرات ليقتلها وعائلتها.. مصرحاً بصفاقة الكون كله.
ولأنها الأقوى بين نساء العالم يتردد صدى صوتها في حناجر نساءٍ ممن ترأسن بعض الدول وممن يتقلدن مناصب مختلفة مثل ستايسي غيلبرت الموظفة في الخارجية الأمريكية التي كشفت تورط بايدن بتحريف الحقائق في تقرير المساعدات الإنسانية من منع وتعطيل وصولها لأهل غزة، والسيدة كريستيان أمانبور التي كشفت رسائل التهديد من الكونغرس ومجلس الشيوخ الموجهة لمحكمة العدل الدولية لإدانتها نتنياهو وحكومة الاحتلال، وكذا فتيات الجامعات ما يجعل الوعي الجمعي النسوي يتنامى في أحقية الفلسطينيين بأرضهم، فحق لها التربيع على عرش المقاومة، في حين انكفأت رؤوس الكثير ممن يرتدون ثياب الرجال لتدفن في الرمال كرؤوس النعام.
وفي جبهة الإسناد تقف نساء اليمن معلين الصوت تضامناً.. ونساء دول المقاومة حاضرات إلى جانبها على المنابر وفي دول الاغتراب.
عندما يكون الوطن بحاجة لأبنائه، الكل يكون مدافعاً والمرأة السورية وأختها الغزاوية وعلى الأرض الفلسطينية كلها، والجنوبية أمثولات تحكى سيرهن سرديات للأجيال.. لتكمل سردية السابع من أكتوبر يوماً آخر لهزيمة العدو بعد نصر تشرين وما بينهما رداً على نكسة حزيران.. ليعلم عدونا ومن يسانده أننا لا ننسى.