الآن ومن دون مقدّمات عمليات التصحيح والتنتيج قاربت على الانتهاء ،هذا ما تؤكده المتابعة الميدانية من قبل المعنيين بالوزارة من الجميع الدقة والوثوقية في عدم إضاعة أي جزء من العلامة كون هذا الجزء يحدد مصيرالطالب في خيارات القبول الجامعي .
طبعاً الذي دفعنا كي نقول ذلك تلك الهجمة التي تعرضت لها امتحانات دورة هذا العام والتي قلنا عنها امتحانات ٢٠٢٤ غير تلك التي سبقتها خلال السنوات الماضية ،طبعاً هجمة بشكل غير مسبوق، ونعتقد جازمين أن أحد أهم أسباب هذه الهجمة يندرج في إطار كشف المتورطين في الإساءة للعملية الامتحانية نتيجة الإجراءات التي اتخذت من قبل التربية للحدّ من تلك الإساءات من قبل فاقدي الإحساس بالمسؤولية ليس فقط المسؤولية المهنية وحسب ،إنما المسؤولية الوطنية والأخلاقية لأن من يعمل على الإساءة لشهادة بلدة ومن دون أي رادع يردعه لديه القدرة على التعامل مع الشيطان مهما كانت مسميات وانتماءات هذا الشيطان .
وعندما نقول: إن امتحانات هذا العام سارت وفق ما هو مخطط لها في جميع المحافظات، هذا يؤكده لنا استنفارأكثر من 150 ألف مدرس ومعلم وإداري وكان لهم الدور الأبرز في حسن سيرها، ناهيك بالدور الذي لعبه صدور القانون ٤٢ المتعلق بالمخالفات الامتحانية لغير الطلاب الذي حدّ من تلك المخالفات ،ويمكننا الإشارة هنا إلى عدد حالات الغش المضبوطة مع انتهاء الامتحانات العامة في جميع المحافظات 3591 حالة منها 1022 حالة في شهادة التعليم الأساسي، و 2475 حالة في شهادة التعليم الثانوي، و94 حالة وفق القانون 42 من غيرالطلاب ك(أهالي ومراقبين) تمّ إحالتهم أصولاً إلى القضاء منهم شبكات للغش تستخدم الانترنت الفضائي تمّ ضبطها في دير الزور والحسكة وريف دمشق، إضافة لشبكة خططت لتسهيل حالات الغش في عدد من المراكز الامتحانية في دمشق..
كلّ هذه الإجراءات وغيرها شكل هجمة غير مسبوقة على العملية الامتحانية ،فتارة يشيعون تسرب الأسئلة ،وتارة يشيعون أن الأسئلة من خارج المنهاج خاصة فيما يتعلق بمادة الرياضيات على سبيل المثال لا الحصر،وتارة يهاجمون قطع الانترنت الذي كان يشكل الوسيلة الأهم لفاقدي الضمير والأخلاق كون قطع هذه الخدمة أفقدهم كلّ مخططاتهم التي كانوا يستخدمونها في عمليات الغش، وتارة الكثير من الأساليب غير الأخلاقية وحتى غير الوطنية، ونحن هنا نستطيع القول :إن الإجراءات التي اتخذتها التربية شكّلت التحدي الحقيقي للوصول إلى امتحانات نزيهة وشفافة وعادلة تحقق تكافؤالفرص .
نعود لنقول الآن ومع اقتراب الانتهاء من عمليات التصحيح والتنتيج ، لابدّ من القول: إن الامتحانات قد سارت بشكل جيد هذا ما أكده لنا الطلاب الذين التقيناهم بعد تقديم امتحاناتهم، اللهم باستثناء اؤلئك الذين كانوا يعتمدون على فاقدي الضمير والأخلاق من رؤساء المراكز وأمناء السروالمراقبين وغيرهم ممن كانوا يوهمونهم بإيصال الإجابات أوربما تغيير ورقة الإجابة مقابل دفع أموال طائلة .
وهذا ما يؤكده أيضاً فشل تلك الحملة التي ربما يكون بعض أبطالها هم ضعاف النفوس وأيضاً من المراقبين ورؤساء المراكز الامتحانية وأشخاص آخرين ممن تورطوا وتمّ ضبطهم ، وبعض المواقع الإلكترونية التي باع أصحابها ضمائرهم إلى الشيطان ، هذا البعض باعتقادنا ارتهن لأولئك الأعداء الذين شنواحرباً غيرمسبوقة على بلدنا دمّرت كلّ ما بنيناه عبر سنوات طوال ، وبقي على هؤلاء الأعداء تدمير البنى الفكرية والثقافية والتربوية ، لكنهم فشلوا فيما أرادوا ، لأن إصرارالسوريين بمختلف شرائحهم يدفعهم للدفاع عن مكونهم الثقافي التربوي الحضاري ، لأنهم أصحاب علم ومعرفة لا يضاهيهم في ذلك كلّ بني البشر .
بكلّ الأحوال العملية الامتحانية سارت وفق ما خطط لها، سارت بفضل سهرالكثير من الرجال المؤمنين بسورية الوطن الأغلى والأعز في سبيل أن تكون الامتحانات نزيهة وشفافة تعطي كلّ طالب ما يستحق من الدرجات ، ونذكر من لا يتذكر أن الثانوية السورية لها مصداقيتها في كلّ دول العالم ، فلا يظن أحد أنه يستطيع التأثيرعلى سمعتها ،وهاهم الذين حاولوا الإساءة لهذه الامتحانات قد تمّت إحالتهم إلى القضاء المختص لينالوا الجزاء الذي يستحقونه وفق القانون ٤٢ ،ونقول لأولئك المتعاملين مع الشيطان الخارجي هجمتكم المسعورة فشلت وننصحكم بأن تخيطوا بمسلة غيرهذه المسلة لأن العيون الساهرة تراقب كلّ خطوة تخطونها لأن زمن الفلتان ولى إلى غير رجعة .