غزة لن تكون نكبة أخرى، ومفاتيح غزة في يد المقاومة، و”الشواظ” التي ترسلها نحو الاحتلال وآلياته مفاتيح النصر، ومفتاح العودة واحد لكل حر يريد أن يعود لأرضه مرة أخرى، ويجب ألا يخلو بيت فلسطيني من مفتاح غزة.
ورغم موت الأجداد وشهادة الأبرياء في غزة وحرق الأرض وهدم البيوت، إلا أن المفتاح يورث من جيل إلى آخر، حلم لا يموت بموت صاحبه أبداً، فأكثر ما يخشاه المحتل هو الأطفال الصغار، جملة قالتها المجرمة كولدا مائير في السبعينيات من القرن الماضي، تؤكد هذا المعنى “كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينياً واحداً على قيد الحياة”.
هؤلاء الصغار في القطاع هم وقود العودة، ومفاتيح غزة وكل فلسطين لذلك ترى الاحتلال يركز على إبادتهم لقتل الطاقة التي لا تنضب، وتطيل عمر شعب لا يموت، منذ 75 عاماً يقوم الاحتلال بجرائمه في حقهم، إلا أنهم لا يزالون حلم ومفاتيح العودة يحملون الرمز الذي يؤكد أن هناك بيتاً اغتصب، وأرضاً انتزعت بالقوة، ويحمله الابن والحفيد، يفهم معناه ويحفظه عن ظهر قلب، كل طفل تتفتح وردة وعيه على الحياة.
حق الفلسطينيين بالعودة إلى غزة وبيوتهم رغم هدمها من قبل الاحتلال أقرته اليوم المقاومة التي وحدها تمتلك المفاتيح في غزة، وهي من ستقر الحقوق قبل الأمم المتحدة، ولن ينسى الكيان تجربته الأخيرة في حربه على غزة وطحنه بين براثن المقاومة على المدى الطويل.
فلسطين تمر بمرحلة صعبة وهي بين نكبتين، لكنها تولد من جديد من رحم المعاناة وأبنائها يحملون مفاتيح العودة، و”كوشان الطابو” الذي يثبت ملكية الأهالي لأراضيهم وبيوتهم في المدن الفلسطينية التي أجبر سكانها على الإخلاء القسري منها إلى مخيمات في مدن أخرى، ومنها إلى كل العالم.
الاحتلال أصبح يعيش كابوساً بشكل يومي، في غزة وكل أنحاء فلسطين، يداهمه شبح المفتاح والكوشان وبأن للأطفال حقاً في البيت والأرض، ولا يجب التفريط فيه، وفي حين يعتبر المفتاح رمزاً، فإن “الكوشان” وثيقة قانونية ومادية هامة للعالم كله تثبت الحق، والحق لا يموت.
منهل إبراهيم