الثورة – آنا عزيز الخضر:
لعل المسرح هو أكثر الوسائل الثقافية قدرة، ومبادرة على الخوض في قضايا انسانية واجتماعية مسكوت عنها، فهو بحكم خصوصيته الإبداعية، ينتقي ما هو راهناً واستثنائياً دوماًً، كي يتم استشراف مقولته العمقية بتلقائية وسلاسة، ويستقبلها الجمهور ثم يتقبلها من زوايا مختلفة تتسابق وفقاً لأسلوبية ذلك المبدع، عندما يقدم فكرته بآليات فيها الغنى الإنساني والفكري والاجتماعي، وهذا ما حمله العرض المسرحي “الموت يستأذن للدخول” الكاتب وودي ألان، إعداد وإخراج فارس الحلبي.
يطرح العرض تلك الفكرة القريبة من كل فرد، لكن كيف يمكن للإنسان أن يقاومها، إذا تعرض للمرض، خصوصاً بوجود نماذج امتلكت الإرادة، وحققت الدهشة.
حول العرض تحدث المخرج فارس الحلبي: في هذا النص الموت يستأذن للدخول للكاتب حاولنا وجربنا فكرة فلسفة الحياة والموت، وكيف نتخلص من الموت القادم إلينا ، بفكر وعقل وطرده من حيث جاء.. هناك أشخاص عاشوا هذه التجربة حقيقة عبر حياتهم الطبيعية، وتخلصوا من الموت.
نحن كبشر دائماً نهجس وننتظر الموت، فهل سننجو منه إذا مرضنا، أم أننا نحتاج إلى الأسلوب السليم والمنطقي..أخيراً يبقى السؤال عن الموت حاضراً..
العمل يتكون من شخصيتين والموت ثالثهما، وهو في إطار مسرح العبث، ولابد من القول إن هناك أناساً نعرفهم في الحياة، يعانون من مرض مميت، ويتحدون الموت بصبرهم ومعاناتهم، ويطردونه من حياتهم بكل إرادة تكراراً ومراراً، والأمثلة كثيرة على ذالك، أحدهم صاحب عملية قلب مفتوح، وهو أطول معمر بمرض القلب ٢٥ سنة، وهو أحد الأمثلة في واقع هذه الحياة.. وهناك أناس كثيرون يعانون من أخطر مرض في هذا العصر.. واستطاعوا ان يعيشوا لفترات طويلة، وتغلبوا على هذا المرض..
وهذا ما يسمى بمفهوم الموت قادم إليك هل تستطيع طرده من حياتك، والتغلب عليه، فهي دعوة للمواجهة بإرادة، لأنه لا معنى لحياتنا من دونها.
حاولنا أن يحمل العرض مقاربات وإسقاطات، تحمل الكثير من الحالات الحياتية واليومية الواقعية حيث يمكننا الاستفادة من تجارب الآخرين والتمعن في الحالات المشابهة.