تتدخل أميركا في شؤون دول العالم أجمع غربية عربية إفريقية منذ نشأتها، ويزداد سعار تدخلها بعد تفكك الكتلة الشرقية التي كانت تحدث توازناً في العلاقات الدولية.
تجلى حين أعلن عبد الناصر إلغاء العقد مع أميركا لبناء السد العالي في مصر، ويمم وجه مصر شطر الاتحاد السوفييتي، ثم جاء بناء سد الفرات معهم كانت سدوداً تبنى في وجه الاستعمار الامبريالي الرأسمالي.. وبدأت مفرقعات المصطلحات بالانفجاز على ألسنة السياسيين والمؤسسات الإعلامية العالمية.. انشطر العالم لكتلتين والوطن العربي تبع هذا التشتت الذي انعكس بدوره على المواطن العربي الذي لاذ بأحزاب تختلف مبادئها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار حينها حددت سورية موقفها بقيادة حافظ الأسد بما يحقق مصلحة شعبها لبناء سورية الحديثة. ودارت عجلة التطور وأصبح لسورية اسم ومكانة يحسب لها ألف حساب..
لم تتأثر سورية كثيراً بمتغيرات العالم بعد تفكك الكتلة الاشتراكية، حيث أحكمت محددات تضمن قوتها مع دول العالم والتعامل بالندية التامة وفق الحفاظ على مصلحة الدولة السورية بجميع مكوناتها. ودخلت سورية القرن الحادي والعشرين مع الرئيس الشاب بشار الأسد الذي أرسى ثوابت تحفظ لسورية مكانتها في الوطن العربي والمحيط الإقليمي والعالم.
إلا أن السعار الغربي الاستعماري الذي يرتدي جلد الحرباء، والذي كان قد صُفِعَ أكثر من مرة في عدم تنازل سورية عن القضية الفلسطينية بوصلة للنهج الوطني، وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني، والحفاظ على هوية الجولان، ومد اليد للعرب بأي صيغة تحقق التضامن الذي شهده العالم في حرب تشرين، والذي قض مضجع دول الاستعمار التي ترعى الكيان الصهيوني حين تهشمت هالة القوة الأسطورية لجيش الكيان الصهيوني التي بناها الوهم الإعلامي الغربي، وتلك التي مزقها إذلاله في جنوب لبنان عام 2000 حين ترك معداته وفر أفراده كالجرذان، توقيع لخزيه كان بالصوت والصورة..
كل هذا أوغل صدر الهجين الأميركي الذي لم يكن له رأي في اختيار بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية بل فرضته إرادة الجماهير.. الشاب عمراً الحكيم علماً وصاحب الحكمة قولاً فعلاً.. هيجان الحس الاستعماري الأميركي تجلى في أكذوبة السلاح الكيماوي العراقي الذي أعاد العراق إلى جاهلية شذاذ الآفاق الذين أبادوا شعب الأرض المكتشفة (أميركا) ليصنعوا ولايات لهم تدعى حتى اليوم الولايات المتحدة الأميركية.. تراها تبقى كذلك..
هي تتصدع اليوم بتوقيع الصوت والصورة سياسياً في الداخل الذي يتوقع فيه سياسيوها دخولها في فراغ رئاسي يشبه الحال اللبناني الذي أوصلته إليه سفارتها وموفدوها، مع فارق المكونات.
وكذا سياستها في الخارج بعد كل الحروب التي صدَّعتها من أفغانستان للعراق وضلوعها في تصنيع الإرهاب وحقنه في سورية إلى احتراق يدها في أوكرانيا والآن تحترق يدها الثانية في حرب غزة، ويمتد احتراقها رويداً رويداً في داخلها بعد التوقيع بالصوت والصورة على دعمها الكيان الصهيوني في حرب الإبادة (العرقبادية) التي تنتفي فيها كل الأعراف الإنسانية والتي تجاوزت في أسلوب تنفيذ همجيتها كل تاريخ الحروب التي قامت على القتل الجماعي منذ التتار والتي لا يشابهها إلا الحرب على هيروشيما وناغازاكي.. الأمر الذي أثار حفيظة جيل الشباب الأميركي والذي دعاه لنصرة غزة والشعب الفلسطيني
كانت أخبار انتهاك حريات الشعوب تتناقلها الأجيال، ويكتبها كما يشاء ويوقع عليها الأقوياء.. لكن الحرب في غزة يوقعها أصحاب الحق في الأرض بالصوت والصورة والمسافة صفر.. يوقعها الفلسطينيون المنتصرون رغم كل التضحيات في مواجهة الهمجية العرقبادية.. وللحديث بقية تحت ذات العنوان.. عام هجري جديد يُكتب فيه النصر، بإذن الله وإرادة شعب حر كريم.