أوراق الثوابت على طاولات السياسة

تفرد دمشق بمسؤولية وطنية عليا خرائطها السياسية والدبلوماسية، التي لم تتغير ارتساماتها وإحداثيات بوصلتها، على طاولة أي تقاربات مزمعة مع تركيا، انطلاقاً من مبادئها الراسخة بصون وحدة جغرافيتها الوطنية، كما فردت باستراتيجية صائبة خرائطها العسكرية التي حققت انتصارات على طاولات الميدان.

فالمواقف السورية ليست ضبابية أو حمالة أوجه أو ينتابها غموض في ما يتعلق بأي تقاربات مع الجانب التركي، بل كانت على الدوام شديدة الوضوح بارتكازاتها وأسسها ومتطلبات إنجازها المتمثلة بإنهاء الاحتلال التركي، وسحب القوات التركية من الشمال السوري ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.

هذه الاستراتيجية السورية المرتكزة على الثوابت الوطنية تستند على القانون الدولي الذي يمنع التعديات على سيادة الدول، ويكفل حقوقها المشروعة بالدفاع عن وحدة أراضيها، والثوابت التي قبضت على جمراتها لم تتغير بقيت ذاتها منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية الشرسة التي تعرض لها السوريون لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن عودة أي علاقات مع تركيا التي عكرت بتعدياتها وانتهاكاتها مياه العلاقات الطبيعية.

وانطلاقاً من قاعدة المقدمات الصحيحة تؤدي إلى نتائج إيجابية فإن أي تفاهمات أو طروحات يطرحها الطرف التركي يجب أن تقوم على إزالة كل التعديات والانتهاكات التركية على الأراضي السورية أولاً لإثبات حسن النيات ومصداقية الطروحاتْ وإلا فأي تقارب سياسي على المدى المنظور لا يمكن أن يحدث ما لم نشهد انزياحاً كاملاً للتنظيمات الإرهابية المعومة تركياً عن المشهد الشمالي واحترام سيادة الدولة السورية على أراضيها، هذا هو منطلق أي حلول ناجعة.

الطريق التركي إلى دمشق معبد بإثبات صدق النيات عبر تنفيذ إجراءات عملية ملموسة على الأرض كمتطلبات أساسية وحاسمة للوصول لتفاهمات إيجابية بعيداً عن الفقاعات الإعلامية.

ونتائج أي لقاءات سياسية مع الجانب التركي منوطة بوقف الاعتداءات والإقرار بحتمية التنسيق مع دمشق من بوابة ثوابتها وسيادتها على خريطتها الوطنية لضمان وتوطيد الأمن المستدام.

ثمة مساحة أمام تركيا لإعادة ترتيب ما بعثرته رياح انخراطها بالحرب على السوريين وتعدياتها من أوراق العلاقات الطبيعية بين دول الجوار، فهل ستجيد أنقرة هذه المرة القراءة بعيون المعطيات والحقائق أن بوابة الأمن المستدام مفاتيحها دمشقية.

آخر الأخبار
تنظيم الساحات في دمشق.. خطوة نحو استعادة رونق العاصمة افتتاح دائرة النقل في جامعة حلب بعد إعادة تأهيلها زراعة الفطر في جبلة فرصة بديلة عن المحاصيل التقليدية شراكة سعودية - سورية تقود التحول الرقمي التعليم في عندان .. الطلاب بالآلاف والكتب بالعشرات ومعلمون لا يكفون ! المليحة وشبعا بين الخصب ومكبات القمامة.. ومدير نظافة دمشق لا يجيب! "العربية أبوظبي" تبدأ رحلاتها المباشرة إلى دمشق سوريا في "FII9 ".. مشاركة في صياغة المستقبل لا الاكتفاء بمتابعته من بعيد منظومة طاقة شمسية لمشروع المجمع الحكومي الجديد بدرعا الشرع يبحث مع عدد من رؤساء البنوك والشركات السعودية التعاون المشترك جنرال أميركي: الرئيس الشرع رجل دولة وسوريا تستحق أن تمنح فرصة مشاركة الشرع في "مستقبل الاستثمار" نافذة استراتيجية نحو إعادة بناء سوريا تنظيم أم .. الجدل يحتدم حول منع البسطات في جرمانا! خطوة جديدة لتعزيز الشفافية وجذب الاستثمارات الصناعية بالشيخ نجار من الرياض هنا دمشق ..سوريا ترسّخ حضورها ودورها وعودتها دعم الزراعة التصديرية على طاولة تجارة ريف دمشق نقاشات لوضع اشتراطات خاصّة بتوظيف البيوت الدمشقية كمبانٍ سياحية مستدامة برامج لتأمين بيئة العمل الآمنة وبناء القدرات تعاونية قطنا لزيت الزيتون خطوة نحو تطوير الصناعات الريفية المواطنة الرقميّة لمكافحة الكراهيّة والمعلومات المضلّلة