الثورة _ رنا بدري سلوم:
تضيق تلك السّماء بنجومها، كي تتصدّر أكتافكم، وكم تستفيق هذه النسور على سواعدكم السمراء، يا رجالات الأرض الأبيّة، بكم يستوطن الأمان قلوبنا، وتغفو المقل وأنتم حرّاس الحياة وحماتها أنتم الوطن والشرف والإخلاص. ولعل الكلمات تخجل بأي صيغة تكتب في عيدكم، عيد الجيش العربي السوري التاسع والسبعين، وأنتم فرسان الميادين وأسياد المنابر، تعجز الحروف أمام عظمة مآثركم أيها الأبطال الميامين، تحت نعالكم تفنى كل المؤامرات، وعلى جبينكم ترسم كل النهايات، لا شجاعة تفوق شجاعتكم وأنتم أحفاد يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو، أنتم اليوم تتصدّون بهاماتكم العاليات لقذارة أشرس حرب عرفها التاريخ، فوقف الشعب إلى جانبكم يقدّس كل دماء طاهرة رويتموها على ذرى الوطن. فكم منكم فقد جزءاً من جسده فغدا شهيداً حيّاً ولا يزال يكمل طريقه بساق مبتورة، ليس آبهاً أنه غرز في الأديم جزءاً منه، وكم منكم يلتحف السماء ويفترش الأرض التي تحتضنه كجزء منه كابن بار لن يقطع حبله السري، وكم منكم متجذّر فيها إلى آخر رمق ليعود لها إمّا بالشّهادة وإما بالنصر، وكم منكم ترك بذّته العسكرية المموهة ذكرى لذويه لأسرته لطفله الرضيع ورحل جسداً إلى أعلى العليين. في عيدكم سنقول لكم لقد خسر العالم الرهان على صمودكم أنتم الجيش العقائدي الذي لا يقهر، ترنو عيوننا إليكم بدعواتنا وصلواتنا بالصبر والنصر المبين. يا فرسان الحق يا مشاريع الشهادة، كم قطفت الشمس من جبينكم سنوات العمر، وتصبب عرقكم على جباهكم النديّة، وأنتم تحرسون الوطن براً وبحراً وجواً لتبقى سورية أبيّة، نعدكم أن نشد على عضدكم إلى أن تتمزّق آخر مؤامرة ويندحر آخر محتل صهيوأميركي على أرضنا، لتبقى مقدّسة من دنس الأشرار محرمة على الأغيار، في عيدكم نقول لكم وللقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة كل عام وأنتم نسور سورية الشامخة ونجومها المتلألئة العصيّة على السقوط والانطفاء.

السابق