في عالم الانزياح الفضائي واتساع رقعة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها ومسمياتها، وفضول المتلقي في الحصول على المعلومة والخبر والاطلاع ما أمكن عما يدور حوله من أحداث، بات الأمر أكثر خطورة في التوجه لتلك الوسائل كمصدر أساس للأخبار دون الأخذ في الحسبان دقة هذه الأخبار ومصداقيتها.
واليوم بات الأمر أشد خطورة، في استخدام تقنيات حديثة كالذكاء الصناعي ومحاولة خداع متابعي هذه الوسائل بالتلاعب في الصوت والصورة حتى يصلوا إلى قناعة بأن ما ينقل إليهم هو حقيقة لا يقبل الشك، ما ينعكس سلباً على توجههم الفكري وقناعاتهم الاجتماعية وربما يذهبون إلى أبعد من ذلك.
وأمام هذا الشطط يقع المرء في حيرة وتشتت وضياع، ولابد لنا من متابعة مواقع معتمدة وبمعايير عالية الجودة من المصداقية والموضوعية تكون مرجعاً آمناً لكل من يتوخى الدقة في اقتناص الخبر اليقين، في زحمة من يتطفلون على هذه المواقع بحثاً عن عدد للمتابعين أو شهرة زائفة أو لمآرب ربما لاندرك كنهها.
ولا شك أننا وفي خضم ما نشهد من أحداث سواء على الصعيد المحلي وتوالي أطماع الطامعين في بلادنا أو ما تشهده الساحة الدولية من أحداث، يدفع بنا إلى بوابات المعرفة واليقين، دون أن ندخل في متاهات متناقضات وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الصناعي وغيرها، لنقف على حقيقة ما يجري بشكل واقعي وليس افتراضياً.
وربما من بدهيات الأمور أن نعطي لأنفسنا فرصة التقصي والتحقق من أي خبر قبل تداوله والأخذ بمحتواه، فنحن اليوم على المحك، وعلينا التماس الوعي والتبصر في مواقفنا وآرائنا واضعين نصب أعيننا وفي أعيننا الوطن أولاً والوطن في كل آن.

التالي