سنتطرق في زاويتنا هذه لمسألة على غاية من الأهمية ألا وهي اللجنة الرباعية_ وما أدراكم ما هذه اللجنة، طبعاً هي ليست عنواناً للجنة سياسية محلية أو إقليمية أو دولية، هي لجنة تتحكم باقتراح ودراسة تعيين الطاقم الإداري في مدارسنا وعلى رأس هذا الطاقم المدير.
بطبيعة الحال قبل أن نخوض بتفاصيل تشكيلة هذه اللجنة وكيفية اختيارها للمرشحين، لابد من القول بأن الإدارة المدرسية الناجحة تعتبر عاملاً محورياً وحيوياً لكفاءة التدريس والأداء العام للمدرسة، وتميزها يشكل حجر أساس للمعلمين والطلاب، فجودة الإدارة هي الخط الفاصل بين نجاحها وفشلها.
والسؤال هنا ماهي هذه اللجنة وما علاقتها باختيار الطاقم الإداري في أي مدرسة.
إذا كانت اللجنة مؤلفة من رئيس مكتب التربية في كل فرع من فروع الحزب يضاف له أمينا فرعي الشبيبة والطلائع حسب الاختصاص، بمعنى إذا كانت المدرسة تعليماً أساسياً يحضر رئيس فرع الطلائع، وإذا كانت المدرسة مرحلة ثانوية يحضر رئيس فرع اتحاد الشبيبة، إضافة لرئيس فرع نقابة المعلمين ومع كل هؤلاء مدير التربية، طبعاً عند مناقشة أي مرشح يحضر أمين شعبة الحزب التي يتبع لها المرشح تنظيمياً، لاحظوا معنا هذه التركيبة التي تختار إدارات مدارسنا طبعاً وبالتصويت، وهنا الطامة الكبرى كون صوت مدير التربية لا يشكل أي ثقل في عملية الاختيار، ويحضرنا هنا ما قاله سيد الوطن أثناء لقاء سيادته معاوني الوزراء عند انتهاء دورتهم وبعد أن استمع لكل منهم حول منهجية عمله في الوزارة التي يعمل بها، وعندما تم الحديث عن العملية التربوية تمت الإشارة إلى كيفية اختيار مديري المدارس كونهم هم المعنيون بتحقيق الرؤية والرسالة والغايات والأهداف كي تتحقق رؤية وزارة التربية وخطتها، فكان جواب سيد الوطن واضحاً كوضوح الشمس لا لبس فيه, ما علاقة كل هؤلاء بتعيين مديري المدارس..مدير المدرسة يتم اختياره وتعيينه من قبل مدير التربية كونه الأقدر على الاختيار.
بكل الأحوال إن أي نظام تربوي ناجح لا بد أن يعتمد في عملية التطوير والبناء على انتقاء مديري المدارس وفق معايير تحددها وزارة التربية..فمدير المدرسة الذي سيتولى تلك المهمة وأحسن اختياره وفق المواصفات والمعايير لا بد وأن يضع نصب عينيه نجاح العملية التربوية والتعليمية وعملية النجاح هذه تكمن في تحقيق الأهداف التي ترسمها له الوزارة، ولكي يتم الارتقاء بالعملية التربوية كماً وكيفاً يتوقف على اختيار الإدارة المدرسية التي تتحمل المسؤولية بكل جدارة.