رغم مضي 86 سنة على اغتصاب فلسطين العربية التاريخية لم تحدث تلك السنوات الأثر الكبير في كسب التضامن العالمي للقضية الفلسطينية، مثلما أحدثته جرائم العدو الصهيوني في غزة بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، فقد عمّت الاحتجاجات الشعبية والطلابية في دول العالم، لتطال الدول الأكثر تحالفاً والمشاركة في تلك الجرائم بسبب دعمها اللامحدود للكيان الغاصب.
لقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمجازر تدنى لها جبين الإنسانية بحق الفلسطينيين وبعمليات تهجير قسري وتطهير عرقي لإجبار الفلسطينيين على ترك بيوتهم وأراضيهم.
فالعالم وقف متضامنا مع أهلنا في غزة بوجه مجرمي الحرب.
وتابع العالم على شاشات التلفزة تلك الحشود التي عمت الجامعات الغربية بمشاهد لم يكن أحد يتوقعها من قبل، حتى جاء تقديم جنوب إفريقيا دعوى ضد الكيان الصهيوني بسبب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وانضمام مجموعة من الدول إلى جانبها.
كل ذلك يطرح علينا تساؤلات كثيرة: هل كنا نتخيل من قبل ما حدث.. كيف تغير الموقف الدولي، ولماذا؟.
الإجابة عن هذه التساؤلات باتت معروفة لدى الجميع، ويمكن لكل منا أن يتحدث ليس لدقائق بل لساعات في تحليل هذه المتغيرات والتوقعات، وما ستؤول وما آلت إليه الأمور.
لكن السؤال الأهم والمطلوب منا أن نتحمل مسؤوليته جميعاً وخاصة أصحاب القضية ومحور المقاومة والعمل لأجله هو: كيف يمكن استثمار هذا التحول أو لنقل هذا التغير أو الموقف الجديد في الموقف الدولي لمصلحة حقوقنا ؟.
تلك مسؤولية جماعية برسم القوى الحية في الساحة العربية والإسلامية والدولية كلها.