برزت في الآونة الأخير حركة المغادرة للمستوطنين من كيان “إسرائيل” إلى خارجه بعد الحرب الدامية على غزة التي غيرت مصير المنطقة، من سقوط الكيان المدوي ورئيس حكومته، إلى انتصار المقاومة بالرغم من تدمير غزة وإبادة شعبها.
ما يسمى معهد “سياسة الشعب اليهودي”، نشر في شهر تموز الماضي، تقريراً أظهر تزايد رغبة الإسرائيليين بالهجرة من “إسرائيل”، بسبب الحرب على غزة وتداعياتها، وأعرب 25 بالمئة من الإسرائيليين عن استعدادهم للهجرة إذا أتيحت لهم الفرصة.
النقاش بشأن الهجرة بين الإسرائيليين ارتفع منسوبه بشكل لافت على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخراً بنسبة تزيد على الـ 100 بالمئة، وهذه نسبة تظهر مدى السوداوية في عيون المستوطنين والخوف من مستقبل كيانهم الغامض.
ونسوق مثالاً على ذلك ما أعلنه “باحث إسرائيلي” يبلغ من العمر 27 عاماً، عن عزمه على مغادرة كيان الاحتلال إلى العاصمة الألمانية برلين “دون الشعور بذرة خجل، كما يقول بسبب ما وصفه بـ “المستقبل السيئ الذي ينتظر “إسرائيل” خلال العقد القادم”.
ولعل الهروب من الكيان وخصوصاً لفئة الشباب كما هو حال هذا الباحث الصهيوني سببه التضحية بأرواحهم وزجهم في نار الحرب على غزة لخدمة جيش الاحتلال، فيما يصفه المستوطنون بـ “مذبح الوضع القائم لنتنياهو”.
مستقبل “إسرائيل” في العقد القادم سيكون الأسوأ بسبب سلوك نتنياهو ووزراء حربه، وهذا لسان حال الصهاينة داخل الكيان، فجيش الاحتلال فشل في صد هجوم المقاومات في المنطقة، ولن يتمكن في أي يوم من توفير ما يسميه الأمن للكيان ومستوطنيه.
ويرى كثير من الصهاينة أن مغادرة الكيان أمر مرغوب فيه، وضرورة وجودية واستنتاج عقلاني ومسؤول، يتم سماعه من أفواه الكثير من الإسرائيليين أكثر من أي وقت مضى، وخلص المستوطنون لمقولة “النتيجة الحتمية لواقع حياتنا هي أن المواطنة الإسرائيلية ببساطة ليست الضمانة للعيش في إسرائيل”.
وللعلم فقد كشف موقع “زمن إسرائيل” الإخباري، أن قرابة الـ 550 ألف إسرائيلي غادروا الكيان خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب المتواصلة على قطاع غزة ولم يعودوا، ولا شك أن هذه الأرقام إلى تزايد في الأيام القادمة.
منهل إبراهيم