منطقتنا العربية، كانت ولا تزال، ساحة حروب، وتعرضت للكثير من الاحتلالات والغزوات بسبب ثرواتها وموقعها الجيو -استراتيجي.
وسورية جزء مهم من هذه المنطقة، وطبيعي أن تتعرض لأطماع الغرب ووحشية الليبرالية الجديدة التي تريد إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة بما يناسب مخططات الهيمنة التي تسعى إليها، وتحاكي مخططات الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وعموم المنطقة.
لذلك طرحت “الفوضى الخلاقة” التي صنعتها الولايات المتحدة الأميركية، والتي زادت من عدم الاستقرار في العالم، حتى يتسنى لها تحقيق أطماعها.
التصعيد الخطير الذي تشهده الضفة الغربية بسبب ما يقوم به نتنياهو اليوم من إجرام ووحشية في فلسطين العربية المحتلة سواء في قطاع غزة وبعد أحد عشر شهراً من العدوان، وتصعيد التوتر في الضفة الغربية لجرها إلى حرب موسعة مع الكيان بعد أن عجز عن توسيع حرب غزة إلى حرب إقليمية وربما عالمية.. يؤكد الطبيعة العدوانية لتصفية القضية الفلسطينية، وتحقيق أطماع الصهيونية في الضفة التي يطلق عليها (يهودا والسامرة) من أجل قيام المخطط الصهيوني، لذلك ما يقوم به نتنياهو خطوة على طريق هذا المخطط.
ويمكن النظر إلى أهمية ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه بالسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية السورية، يؤكد على أن النظر لعملية طوفان الأقصى يجب أن يكون في سياق القضية الفلسطينية، وليس كحدث ميداني طارئ.
فالمخطط الصهيوني يقوم على تصفية أبناء فلسطين في القطاع والضفة والقدس وكل فلسطين من أجل قيام الكيان الصهيوني وهو ما يروج له في أبواق الغرب الليبرالي الذي يغطي جرائم العدوان وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال في غزة والضفة على مسمع ومرأى العالم دون حسيب أو رقيب، وبتدخل الغرب المتصهين في تقديم المبررات والأكاذيب بأن سبب كل ذلك هو ما حصل في السابع من تشرين الأول الماضي، وأن “العدو يدافع عن نفسه”..
كل هذه التبريرات المخادعة تحاول أن تطمس الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة وهي الاحتلال الصهيوني لفلسطين وطرد أهلها العرب أصحاب الأرض الحقيقيين، والغرب طيلة 76 سنة من قيام هذا الكيان الغاصب، وهي في دائرة الكذب والتضليل في محاولة لطمس القضية الفلسطينية ومسح فلسطين العربية من الذاكرة العالمية، لكن هيهات . فالقضية الفلسطينية تأخذ مكانتها من جديد وبات العالم الشعبي يدرك حقيقة الأكاذيب الصهيونية ولا يريد أن ينخدع بها مجدداً.
وعلى أي حال تمنح الأزمات وتداعياتها القوة للأفراد والشعوب وتعد اختباراً لمدى قدرتهم على التحمل وإيجاد الأساليب العملية للمواجهة. والشعوب العظيمة تزيدها الأزمات تماسكاً، وهي الأكثر قدرة على شق طريقها بين الأمم.
المستقبل هو لأصحاب القضية وأصحاب الحقوق التي لن يمحوها التاريخ والحاضر والمستقبل.

التالي