منذ السابع من تشرين الأول العام الماضي.. يتعرض قرابة مليوني فلسطيني في غزة لأتون الحرب والمجازر والنزوح، وهم في براثن الجوع.. فثمة مئات الآلاف من سكان قطاع غزة، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السنّ، تمرّ أيامٌ عليهم من دون أن يتناولوا أي طعام، ويواصل “الاحتلال العدوان متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
في خضم انتشارالأمراض والأوبئة وقلة الخدمات الطبية، فالخطر على أهالي غزة يتفاقم مع فرض الحصار الخانق، ونفاذ المواد والسلع الغذائية.. وباتت تظهر نتائج “حرب التجويع”- والتي هي ليست بجديدة، فتجويع غزة مخطط عمل عليه الاحتلال منذ وقت طويل، وقد بلغ ذروته الآن.. وهذا العدوان لا يقل فتكاً عن عدوانه العسكري في القصف والمجازر اليومية التي يقترفها على القطاع.
من نجوا من القصف والمجازر، يمارس الاحتلال بحقّهم “حرب التجويع” التي أجبرت السكان على أكل حشائش الأرض والأعلاف للبقاء على قيد الحياة، فبات يعاني أكثر من خمسين ألف طفل فلسطيني من سوء التغذية، وارتفاع معدلها يهدد الأطفال والنساء والشيوخ.
مؤخراً أكد مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، في تقرير له، أن “إسرائيل” تنفذ “حملة تجويع” ضد الفلسطينيين أثناء حربها على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الـ12 على التوالي، موضحاً أنها بدأتها بعد يومين من بدء حربها على غزة، مؤكداً في تقرير أن الفلسطينيين في غزة أصبحوا بحلول كانون الأول 2023 يشكلون 80% من سكان العالم الذين يعانون من المجاعة أو الجوع الكارثي.. وأن القيود التي تفرضها “إسرائيل” على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد ترقى إلى مستوى أسلوب التجويع، وهوما قد يعد جريمة حرب.
إن الأطفال في غزة يموتون بسبب مضاعفات مرتبطة بالتجويع، وهو دليل جديد على ارتكاب الاحتلال أبشع الجرائم ضد المدنيين في إطار حرب الإبادة الشاملة على غزة.. وهذا الوضع يستدعي من المجتمع الدولي تدخلاً عاجلاً لإغاثة الشعب الفلسطيني ووقف ما يتعرض له من انتهاكات وفظاعات.. فلم يحدث في تاريخ الحروب السابقة أن جاع شعب ما بهذه السرعة والشمولية.

السابق