في كل الثورات النضالية والحروب والمعارك التي تخوضها الشعوب في مواجهة المعتدين والمحتلين.. دائماً تدفع الشعوب والدول المعتدى عليها أثماناً باهظة لمقاومتها، وتبذل الكثير من التضحيات لإنهاء ورد العدوان والاحتلال وتحقيق الانتصار.
وهذه حال كل شعوب العالم الثائرة والمناضلة المدافعة عن حقوقها وأرضها والتي واجهت وتواجه الغزوات وقوى الهيمنة والاستعمار، فالدفاع عن الحقوق يتطلب أثماناً باهظة، والمطلوب أن تتحمل تلك الشعوب الأعباء الثقيلة الناجمة عن هذا الدفاع والتمسك بحقوقها وأرضها المحتلة والمعتدى عليها، حتى لو كانت التضحيات هم الشهداء القادة.
فقد شهدت الثورات الكبرى فقدان قادتها لكن شعوبها ومقاومتها لم تضعف وتستكين، واستطاعت أن تتسامى على الآلام والجراح وتنتصر لمبادئها وقيمها ونهجها الذي أرساه هؤلاء القادة من منظومة فكرية ونهج ثوري مقاوم.
لقد اغتالت العصابات الأميركية تشي غيفارا قائد الثورة التحررية في أميركا اللاتينية، واستطاع أن ينشر الحرية في بلدانها ويطرد هيمنة الولايات المتحدة التي كانت تعتبر بلدان القارة الأميركية الحديقة الخلفية لها، لكن برحيل غيفارا، أرسى ثقافة المقاومة في تلك البلدان وزرع بذور المقاومة لهيمنة الولايات المتحدة.
وكذلك الوضع في بلداننا، فإن أبطال المقاومة السورية والعربية الذين دافعوا عن بلداننا وسيادتها وكرامتها في مواجهة الاحتلال العثماني والاحتلال الغربي وفيما بعد الاحتلال الصهيوني، لا يزالون يشكلون بشهادتهم وبرحيلهم منارات للأجيال للاستمرار بالنهج المقاوم.
وباستشهاد القائد البطل سيد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله، فإن هذا الثمن الغالي الذي دفعته أمتنا، سيكون حافزاً لكل المقاومين والمناضلين من أبناء أمتنا لمواصلة المقاومة ضد العدو المحتل والغاصب لأرضنا المحتلة ولحقوقنا.
وكلنا ثقة بأن هذا الحدث الجلل سيكون حافزاً على مواصلة النهج الذي أرساه هذا القائد المقاوم، ومن سبقه من القادة العظام الذين أنجبتهم أمتنا لاسيما القائد المؤسس حافظ الأسد.
وإن أي مغامرة للعدو في التفكير بعدوان بري جديد ضد لبنان، فإنه سيدفع الثمن غالياً، كما يدفعه في عدوانه ضد شعبنا الفلسطيني في غزة الذي مضى عليه حوالي السنة.
فالمقاومة جاهزة لرد العدوان وتلقينه دروساً جديدة، كما فعلت في المرات السابقة على أرض الجنوب اللبناني الحبيب، واليوم المقاومة أقوى من قبل وأعدت وتجهزت له وواثقون أن العدو لن يحقق أهدافه، وستخرج المقاومة منتصرة.
فالمقاومة لن تقف عند استشهاده، فهي مستمرة حتى تحقيق النصر.