ثورة أون لاين- أحمد عرابي بعاج:
عندما يقول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إن القوات الأردنية تساعد «الإرهابيين» في سورية فهو يعني أن الأردن الرسمي بات داخل اللعبة ولم يعد دوره لوجستياً، أو استخباراتياً، أو قاعدة من قواعد دعم الإرهاب فقط.
فما يجري في مخيم الزعتري وحده يفضح الدور الذي تقوم به السلطات الأردنية في عملية تنظيم الجماعات الإرهابية ودفعها إلى القتال في جنوب سورية جنباً إلى جنب مع العدو الصهيوني اللذين باتا يشكلان ثنائياً متكاملاً في اللعبة الدولية في دعم الإرهاب وقاعدة تنافس مثيلتها في الأراضي التركية.
وواشنطن بهذه الخطوة تبعث برسالة إلى الحليف التركي أردوغان المتمرد أنه ليس وحده قريباً من أرض المعركة كما يدعي، وأنه أي كدولة هي الوحيدة القادرة على التدخل عسكرياً ويبتز بذلك السيد الأمريكي.
فالمنافسة على أشدها بين تركيا والأردن على لعب دور القاعدة المتقدمة لدعم الإرهابيين في سورية؟
يأتي ذلك في وقت تتراجع فيه العصابات الإرهابية في جنوب سورية أمام تقدم الجيش العربي السوري وقواته المسلحة في درعا والقنيطرة واستعادة السيطرة على بعض النقاط التي كان قد وصل إليها بعض قطعان الإرهابيين بمساعدة ودعم ومشاركة إسرائيلية- أردنية واضحة وعلنية وفاضحة.
محاربة الإرهاب لا تتجزأ إلا بالمفهوم الأمريكي فقط، فواشنطن تصنف الإرهاب درجات حسب قربها أو بعدها عن مركز القرار الأمريكي وحلفائه، ولذلك ترى في الخطوة الأردنية في دعم المجموعات الإرهابية تقدماً مهماً بالنسبة لها، ناسية أو متناسية أن الجيش العربي السوري لم ولن يقف مكتوف الأيدي أمام ما تفعله وما بات مفضوحاً على الجبهة الجنوبية من سورية.
وسورية تعلم ما يحاك ضدها في كواليس وخبايا السياسة الأردنية الرسمية المرتهنة، ولا تعول على نفيها الدائم لدعم الإرهاب وتتعامل معه في أرض المعركة رداً حاسماً ومباشراً، ولعل في ذلك رسالة وعبرة.