علاقاتنا بمن نحبّ.. ليست مضمونة مع التجاهل وعدم الاهتمام

فردوس دياب
يعتقد البعض أن علاقاتنا بمن نحبّ، سواء داخل العائلة الواحدة أم خارجها (علاقات الأزواج فيما بينهم، وعلاقات الآباء والأمهات مع أبنائهم، والأبناء مع آبائهم، وعلاقاتنا مع الأخوة أو مع الأقارب أو مع الأصدقاء)، هي»علاقات مضمونة»، ومتينة ولا يمكن لها أن تتبدل أو تتغير أو تتراجع مع مرور الزمن والابتعاد والغياب الطويل، وهذا ربما خطأ كبير يرتكبه الكثيرعن جهل وغير قصد، وقد يؤدي إلى آثار ونتائج سلبية على صعيد الأسرة والعائلة والعلاقات الاجتماعية، فالتعامل مع العلاقات الاجتماعية على مبدأ «المضمونية»، هو أفشل خطوة نقوم بها في تعاملنا مع من نحب.
فهمنا الخاطئ
الباحثة التربوية والنفسية مجد كامران آلوسي، استهلت حديثها لصحيفة الثورة بالقول: إن كثيراً من العلاقات الاجتماعية قد نخسرها بسبب فهمنا الخاطئ للآخربأنه قادردائماً على (التحمل)، وأنه يحبنا بلا حدود ومستحيل أن يرحل، لذلك نسال أنفسنا أحياناً: لماذا نخسر فجأة أصدقاءنا؟،ولماذا لا نظلّ الأشخاص المفضّلين لأشخاصنا المفضّلين؟، ولماذا تفقد علاقتنا بأحبّائنا وأزواجنا بريقها ووهجها ودفئها وتميّزها؟، ولماذا نجد أنفسنا فجأة بعيدين عن دائرة العائلة؟.
لأنّنا مع الوقت، تضيف الباحثة آلوسي، اعتبرناهم أشخاصاً مضمونين في حياتنا، علاقتنا بهم متينة ومتجذّرة بشكّل لا يحتاج لأيّ مجهود للحفاظ عليها، فنوجّه استثمار وقتنا وجهدنا ومشاعرنا في علاقات أخرى نحتاجها ونخشى فقدانها، انطلاقاً من أن هناك كرت ضمان قدّمه أحد الأطراف للآخر، فقتل العلاقة من حيث لا يدري، وأعطى للآخر المساحة ليرتكب كلّ الأخطاء دون رادع، لأن الآخر من وجهة نظره مضمون ولا يحتاج إلى الاهتمام والحبّ والرعاية، وهذا الاعتقاد الخاطئ هو بداية انهيار علاقاتنا مع الآخرين.
الحضور الباهت
وتابعت الباحثة: « كثيرة هي العلاقات التي قد نخسرها بسبب فهمنا الخاطئ أن الآخرين (يتحملون)!، وظننا أنهم يروننا مبهرين بما يكفي، فنتركهم مع افتراضاتنا آمنين، ونسعى لإبهار أشخاص آخرين بإبراز أفضل شيء فينا، متناسين أنّ الضوء يخفت مع الابتعاد، وأنّ الحضور الباهت أقسى من الغياب، ونندهش حين نجد أنّ الحبّ الذي ظننّاه مضموناً قد تسلّل من ثقب بابٍ اخترقته رياح الوحدة التي خلّفها ضعفُ حضورنا في حياة من نحبّ، وننسى أنّ كلماتٍ مثل: «شكراً، وعفواً ولو سمحت»، تُقال للقريب قبل الغريب، ليشعر بقيمة عطائه وأهميته، وليعلم أننا ممتنّون لهذا العطاء ولا نعدّه واجباً مفروضاً عليه، وحين نخسره نسأل أنفسنا «لماذا؟» نعتبر أن عبارات الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها «اشتقت لك»، «أحتاج أن أراك»، «حضورك يجعل العالم أجمل»،غير ضروريّة، ونتناسى أننا كلّنا نحتاج دوماً لتذكيرنا بأهمية وجودنا في حياة من نحبّ.
كذلك لا يمكن للزوج أن يهمل زوجته ويركز في عمله وعلاقاته على حسابها والذريعة والمبررأنها تحبه وأنها وفية وأنه مهما غاب سيعود ويجدها، وهذا ينطبق على الزوجة أيضاً لظنّها أنه يحبها ويتحمل الضغوطات والمناكفة، فالطيبة والمحبّة والوفاء وحسن المعاملة، صفات جميلة، ولكنّها قد تقل وترحل وتنتهي إن قوبلت بالإهمال، كذلك بالنسبة للأبناء فإنه يتوجب على الأهل معاملتهم بود وحبّ بعيداً عن القسوة والإهانات المتكررة والحرمان على مبدأ أنهم أبناؤنا مهما فعلنا بهم ومهما أسأنا إليهم.
تعزيز المحبّة
كما أنه لا يجب- بحسب الباحثة آلوسي- أن نظنّ أنّ عبارات الإطراء والثناء صُنِعت للغرباء، فنسكبها بسخاء على مسامع زملاء العمل أو رؤسائنا فيه، ولا ننتبه أنّها تعزّز المحبّة بيننا وبين المقرّبين منّا وتقوّي ثقتهم بنفسهم وتقرّبنا منهم.
وختمت حديثها بالقول: إننا نظنّ أن من نحبّهم يروننا مبهرين بما يكفي، فنتركهم مع افتراضاتنا آمنين، ونسعى لإبهار أشخاص آخرين بإبراز أفضل نسخة ممكنة منّا، متناسين أنّ الضوء يخفت مع الابتعاد، وأنّ الحضور الباهت أقسى من الغياب لذلك يجب علينا أن نهتمّ بمن نحبّهم قبل أيّ أحدٍ آخر، فنعطيهم من وقتنا وطاقتنا.. علينا أن نعتذر لهم إن أخطأنا بدل أن نراهن على غفرانهم.. أن نثني على مظهرهم الجميل ونمدحهم، أن نشكرهم على ما كلّ ما يمنحوننا بدل أن نعدّه من واجباتهم البديهيّة.
علينا أن نعي جيّداً أنه ما من علاقات مضمونة ولا أشخاص مضمونين، فلنبذل الجهد والحبّ والرعاية للحفاظ عليهم، وإلّا، فلنتقبّل خسارتنا لهم نادمين.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة