رفاه الدروبي
«حروف من نور» معرض للخط العربي ضم ٥٠ لوحة أنجزها الخطاط أحمد سوار أغلبها عبارة عن لوحات فنية متفاوتة المقاسات، استخدم فيها أنواعاً كثيرة من الخطوط كالنسخ، الديواني، الديواني الجلي، الرقعي، الفارسي، لكنَّه استثنى خط الثلث، ثم عرضها في ثقافي «أبو رمانة»، الخطاط سوار اعتبر الخط العربي يمثل حالة جمالية بمنحنياته وليونة أحرفه المتفردة بين الخطوط الأخرى، إنَّه وعاء الفكر والمصدر الأول للمعرفة وأداة التوثيق للتجربة الإنسانية، حيث استخدم أبسط العلاقات اللونية والخطية لتكوين جمال مدمج مع الخط العربي.
وأشار خريج كلية الفنون الجميلة اختصاص ديكور داخلي إلى أنَّ الخط العربي فن وتراث عريق، جاء نتيجة تطور تاريخي ومرَّ بمراحل متعددة، وهناك صعوبة في تعلمه نتيجة خضوعه لقواعد وأسس وجماليات لا يمكن أن يكتشفها الشخص بدون معلم، وعليه أن يكون متمتعاً باندفاع ومعرفة، وبالتالي يمتلك الأدوات اللازمة كالقلم والورق المناسبين، كما تلعب وضعية الجلوس والحالة النفسية دوراً مهمًا في الكتابة باعتبارها عوامل تساعد على إتقان الخط، كما لفت إلى أنَّه أنجز لوحات فنية يمتزج فيها الخط العربي مع روعة جمال الفن التشكيلي، وتلتقي الأفكار والحكم المتداولة بين أفراد المجتمع المحلي، وتحمل معاني صيغت بتركيبات تشكيلية خاصة وجمل مترابطة نظراً لقيمتها الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، كما مال إلى كتابة عبارات الأدباء والشعراء كنزار قباني، وخاصة بما يتعلق بدمشق، ثم أوضح بأنَّه يراعي العرض الفني المتمثل بالبساطة، ما يدعو إلى التأمل بالخط والحكمة المراد إيصالها، إضافة إلى اهتمامه باختيار الألوان لتكون مناسبة كونها تجربة للتواصل والمشاركة مع المتلقي.
التالي