في لعبة البدائل لا فرق جوهرياً بين الأحزاب الأميركية التي تتناوب على كرسي البيت الأبيض سواء أكان القادم على جناحي اللوبي الصهيوني فيل جمهوي أم حماراً ديمقراطياً فلا هامش أبداً للتعويل على اختلاف بالسياسات بين الإدارات المتعاقبة طالما أن الجموح للهيمنة بقوة الحديد والنار، وافتعال الأزمات والحروب وتأجيج الحرائق هو ما يسيطر على تفكير من يتولون دفة التجبر الأميركي، وإن اختلفت الأساليب بين قوة ناعمة ومخالب مخبأة بقفازات دبلوماسية، أم برزت أنياب التسلط واللصوصية جهاراً على الملأ الدولي، فالركيزة الأساسية التي تبنى عليها قواعد التعاطي الأميركي مع العالم وملفاته الساخنة والشائكة هي كيفية الاستفراد بالقطبية الأحادية وضمان دوران ساعات الدول وفق عقارب المشيئة الأميركية.
انتهت الجلبة الدعائية الانتخابية الإميركية، وانتهت معها التكهنات والمقارنات بين”أفضل” الشرين التي أفردت لها المنصات الإعلامية مساحات واسعة واُسدل الستار على مسرحية التناحر على سدة امبراطورية الدم والخراب التي تنافس فيها المرشحان على تقديم الولاء لـ”إسرائيل” أولاً كثابت لا يتغير في روزنامة العمل الأميركي، فمفتاح البيت الأبيض في جيب اللوبي الصهيوني والمخالب الإسرائيلية غارزة بعمق في عنق القرارات الأميركية.
انتهت لعبة الانتخابات بين الدمى الصهيونية وفاز ترامب الوجه الأكثر تعبيراً عن أميركا دولة العصابات بجشعها وفجاجتها بلا أقنعة دبلوماسية تخفي قباحة اللصوصية والجشع وتدمير الدول ببراقع “الإنسانية والديمقراطية”.
وأهم من يتوقع أن السياسة الأميركية، وأن تغير لبوس ثعالب البيت الأبيض، ستتغير وتعدل اعوجاجها عن صواب الحق والحقوق وانحرافها عن سكة القانون الدولي، إذ لن يحمل ترامب مطافئ لتبريد الحرائق المشتعلة بعيدان ثقاب أميركية الصنع وإخماد نيران تعديات تنتشي الإدارات الأميركية بتمددها في منطقتنا.
كلنا يقين أن فصول العربدة الأميركية الإسرائيلية لن تنتهي ليس في منطقتنا فحسب، وإن كانت هي الأهم في خرائط أميركا السوداء التي ترسم بأقلام اللوبي،وإنما على اتساع الرقعة الدولية، والوافد الجديد القديم ترامب مصاب بتورم العظمة ومشهود له بالعرج في الطرقات السياسية والتعثر في حقول الدبلوماسية وإدارة الملفات الساخنة بمنطق مقامر متهور همه ملء الخزائن الأميركية.
السابق
التالي