الثورة _ رفاه الدروبي:
حرص التشكيلي أسامة دياب على امتلاك عنصر الإمتاع ببساطة حضور الشكل والتقنين في اللون. وكالعادة لا يغيب عنده الرمادي باعتباره يستخلص منه انبعاث أطياف اللون الصريح، حيث تصبح الألوان أكثر تشويقاً وحضوراً. هذا ما بدا في لوحته «بورتريه ثنائي» التي أنجزها ضمن مجموعة أطلق عليها «إيفا 2»، المجموعة التي سبق أن شارك فيها ضمن معرضه في صالة عشتار، ولكن لم يعرض اللوحة حينها، وإنما يعرضها اليوم في معرض «بينان» الحاضر والماضي المُنظَّم في الثقافي الروسي.
التشكيلي دياب خريِّج كلية الفنون الجميلة عام 1985، أوضح بأنَّه استخدم تقنية مُركِّبة لمجموعة ألوان متآلفة وتعابير بسيطة مألوفة، وتكوين محبوك رصين.
واللوحة عبارة عن بورتريه ثنائي لفتاتين شرقيتين بلباس نمطي لبيئة الشرق العربي، عكس فيها الفنان لقاءً بين جيلين للفنانين التشكيليين السوريين، بينما صاغ لوحته بأسلوب تعبيري واقعي بخصوصيته المعهودة تظهر لمن يتتبع أعماله، ما يؤكِّده في مجمل نتاجه الفني عبر السنوات الأخيرة، وفي معارضه ومشاركاته كلِّها.
كما لفت الفنان أسامة إلى أنَّ البحث في اللوحة وخلال قراءة لتركيبة العناصر والمدلولات التراثية الشرقية بل العربية، يُجسِّد البيئة الريفية تارةً، والمدنية الحضرية في أخرى، بجمال الريف وبساطة الوجوه ورزانة النظرات وطهارة الملامح الزاخمة بالأنوثة الرصينة، ببشرة تكاد تلمس الدفء على صفحاتها، وتتمازج فيها التقنيات لصياغة الأطياف بشفافية الأحبار والإكريليك وقوة الزيتي وإبهار اللون، وغموض اللمسة.
ثم أوضح بأنَّه استخدم اللباس التراثي المتناسق مع خلفية اللوحة، وبعض العناصر الزخرفية المتماهية مع الخلفية في البعد الثاني، فجاءت الألوان هادئة كي يعبر عن محبته للمرأة التي ظهرت من خلال بعض ضربات الريشة الحارة.