تأخر توزيع مازوت التدفئة في طرطوس تدفع ثمنه الغابات

 

الثورة – طرطوس – فادية مجد:

فصل الشتاء وما يحمله من خير السماء، أصبح عند أغلبية الناس مصدر معاناة تتكرر شتاء كل عام، فمع اشتداد البرد تبرز المعاناة الحقيقية لدى أغلب المواطنين لدرء البرد بوسائل شتى يسعون إليها- إن استطاعوا لذلك سبيلاً، سواء بالتدفئة باستخدام الحطب أم بوسائل أخرى، وخاصة في حال وجود أطفال وكبار سن ومرضى، ولاسيما أن ما يتم توزيعه من مادة المازوت، وهي الخمسون لتراً لا تكفيهم إن أرادوا استهلاكها بحرص شديد أسابيع معدودة !
فكيف يتدبر أهالي طرطوس أمورهم، وما هي وسائلهم في التدفئة وهل قامت الجهات المعنية بتوزيع مازوت التدفئة على مناطق وقرى المحافظة؟.. وحول ذلك كان لـ “الثورة” اللقاءات التالية:
انتظار رسالة المازوت
يقول أبو محمد من مدينة الدريكيش: المواطن ينتظر بفارغ الصبر ويترقب وصول رسالة المازوت، ولكن حتى تاريخه لم تصل أي رسالة، وبرأيي الشخصي- إن من يؤخر وصول رسائل المازوت هو معاصر الزيتون، كونها تأخذ مخصصات ليست بالقليلة من مادة المازوت، ولهذا على الجهات المعنية أن تدرك أن قطاف الزيتون قد انتهى تقريباً باستثناء حالات قليلة، وبالتالي فإن المعاصر أغلبها توقف، ونرجوا ألا يكون هناك تلاعب بهذا المجال، وأي معصرة تطلب يجب تكليف لجنة بالكشف عليها، إن كان لديها زيتون يحتاج إلى العصر أم لا، لأننا نشعر أن مخصصاتنا من مازوت التدفئة تعطى للمعاصر، رغم أن المعاصر قادرة أن تشتري اللتر ب ٣٠ ألفاً وكله من حساب المواطن.
وتساءل: لماذا تم رفع سعر مازوت التدفئة من 2000 ليرة إلى 5000 ليرة، إذا كانت المادة غير متوفرة، وهل تكفي الـ ٥٠ لتراً، مطالباً باتباعها بخمسين لتراً ثانية في مطلع عام ٢٠٢٥، وألا يكون هناك تعقيد بتسليم هذه الكمية، مع عدم السماح للصهاريج التي ستحضر إلى القرى والأحياء لتسليمها أن تأخذ مبالغ إضافية عن التسعيرة، والأهم من ذلك عدم السماح لها بالتلاعب بالمكاييل.


الوسائل البديلة للمازوت
وبخصوص البدائل عن مادة المازوت، لفت إلى أن مزارع الزيتون يحاول جمع نواتج تقليم الزيتون ليعتمد عليها في التدفئة، فنحن غير قادرين أن نشتري الحطب، فقد وصل سعر كيلو الحطب إلى ٤٠٠٠ ليرة، علماً أن مصدر الحطب الذي يبيعه تجار الحطب أغلبه من الغابات، مقترحاً أن تقوم الجهات المعنية بإلزام وزارة الزراعة بتأمين الحطب بالطريقة التي لا تضر الغابات، ليتم بيعه على دفتر العائلة بأسعار معقولة، وليس على طريقة تجار الحطب الذين يتبعون أسلوب تدمير الغابة في سبيل قطع أكبر كمية من الأشجار وبيعها حطباً بأسعار خيالية.
وحول تدبيره أموره في وسائل التدفئة قال أبو محمد: قمنا بجمع (حطبات الزيتونات) حصيلة التطعيم والتقليم، كذلك جمعنا (حطبات الشفاية)، وكل نوع وضعناه في ركن خاص حتى تستهلك منه بإدارة، فإذا قدرنا أنهم يكفوا مدة تستهلك على هذا الأساس، وكي نلتزم بهذه الإدارة علينا أولاً تأخير تركيب مدفأة الحطب وتحمل البرد كي نوفر بعض الحطب، أما بعد تركيب المدفأة أيضاً علينا ألا نشعلها طوال النهار، وهنا يتفق الزوج وزوجته بدون علم الأولاد أنه يكفي تشعيل الصويا ساعتين، وبعدها إما النوم باكراً، أو يستعمل كل واحد فينا البطانيات، مع ارتداء جميع أفراد العائلة لباساً زائداً لدرجة أنه يعيق حركتنا وكله فقط من أجل الوقاية من البرد.
للحالات الطارئة
أما زوجة أبو محمد فقالت: بسبب قلة كفايتنا من وسائل التدفئة كان باقي الناس تقل الزيارات واستقبال للضيوف لعدم إمكانية تركيب مدفأة ثانية، ولكن عند تعبئة الـ ٥٠ لترا من المازوت نقوم بتخصيصها لمدفأة المازوت والتي نشغلها في الحالات الاضطرارية عند مجيء أي ضيف، وهنا يصرف المازوت بإدارة تامة وبالقطارة، أما القسم الثاني فيباع ويشترى بثمنه كم كيلو حطباً تعطينا الدفء في أيام الشتاء التي تشتد البرودة فيها.


الآثار السلبية
بدوره فوزي، من ريف صافيتا، أشار إلى أن معاناة المواطن من نقص وسائل التدفئة لها أثر كبير سلبي على حياته ونشاطه اليومي، وأخطر آثارها على فئتي الأطفال والعجزة، متسائلاً هل الـ ٥٠ لتراً. من المازوت تكفي خلال أشهر الشتاء والتي يتم استهلاكها في الحد الأقصى في خمسة أيام والتي رغم دخولنا في فصل الشتاء لم يتم استلامها حتى تاريخه.
وأضاف: نتيجة لقلة المخصصات أغلب الناس لجأت إلى بدائل أخرى، وهي غير صحية كالعرجوم والأخشاب، وهنا الكارثة باستهلاك الغطاء النباتي من خلال القطع الجائر الذي أدى إلى فقدان غابات بأكملها، مبيناً أنه يلجأ لقطع أشجار من بستانه لتأمين أخشاب التدفئة والتي يبدأ سعر الطن من أنواعها المتعددة من مليون ونصف ويصل لأكثر من ذلك لبعض الأنواع.
عدم كفاية المخصصات

غسان مخول، من منطقة البطار، قال: منطقتنا ترتفع عن سطح البحر حوالى ٩٠٠ متر، وهي منطقة باردة جداً، وقد استلمنا الخمسين لتراً بأول توزيع على مستوى المحافظة، ومع هذا نعتمد على الحطب لعدم كفاية المخصصات التي توزع لنا من مادة المازوت، واعتمادنا يكون كما قلت على الحطب ومن أنواع متعددة (تفاح، لوزيات، وزيتون)، بالإضافة إلى تمز الزيتون المعالج ضمن قوالب مخصصة للمدفئ، لافتاً إلى أن اغلب العائلات تستخدم الحطب للتدفئة، وعند توفر الكهرباء نقوم بتشغيل السخانات خلال فترة وصل الكهرباء، ولكي نتدبر أمرنا ونوفر الاستهلاك من الحطب، نذهب للنوم باكراً من أجل توفير الحطب وغيرها، ووصل سعر كيلو الحطب إلى ١٥٠٠ ليرة، والذي لا نستخدمه إلا في غرفة واحدة مخصصة لذلك توفيراً لعدم استخدام المزيد من الحطب.
معاناة واقتراحات
من جهته هيثم سليمان، من منطقة القدموس، أفاد أن العائلة تحتاج شتاء من ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ لتر من المازوت للتدفئة، أو من ٢ إلى ٤ أطنان من الحطب، وبما أن الجهات المعنية لا تقدم سوى خمسة بالمئة من احتياجه للتدفئة بسعر خمسة آلاف ليرة، فهذا يعني أن على المواطن شراء الباقي من مازوت أو حطب من المتوفر في المحيط، تأميناً أو شراءً، ونظراً لأن الطقس بارد شتاء وخاصة في المناطق الجبلية وسفوحها، لذلك لا يمكن الاستغناء عن وقود التدفئة (مازوت- غاز  عرجوم كبسول أو غير مقولب)، علماً أن الأسعار خارج قدرة المواطنين إجمالاً على الشراء من مختلف أصناف وقود التدفئة، حيث يبلغ سعر طن الحطب المقطع حوالي مليوني ليرة، تقل أو تزيد حسب النوعية والحاجة.
وأشار إلى أنهم في منطقتهم قد تم توزيع مخصصاتهم من مادة المازوت وعلى نسبة كبيرة، مطالباً الجهات المعنية العمل على تأمين المازوت عن طريق شركات القطاع الخاص بسعر التكلفة، لأن المتبقي من الثروة الحراجية لن تكفي الناس عاماً آخر.
أمين حسين، من منطقة بحنين، ذكر أنه لم يتم توزيع مازوت التدفئة عليهم حتى تاريخه رغم دخولنا في فصل الشتاء، وهي بالتأكيد لا تكفي، وبالتالي علينا تدبير أمورنا والاعتماد على ما تيسر من الحطب واللباس الزائد والنوم باكراً، وكل فرد يغطي نفسه بالحرامات، وهو في غرفة الجلوس، وإذا ما جاءت الكهرباء نسارع لتشغيلها قبل قطعها، علنا نوفر استهلاك الحطب قليلاً ونحظى ببعض الدفء، مبيناً أن بعض الناس يعتمدون على(التمز) على الرغم من غلاء سعره وضرره، منوهاً بأن فصل الشتاء ومعاناته يزداد سوءاً بوجود الأطفال والحالات المرضية، والأكثر ضرراً وحزناً أنه تمت إبادة الغابات والغطاء النباتي وإزالة أشجار تراثية عمرها مئات السنين كشجرة دلب كانت بالقرب من عين كرفس تغطي مساحة أكثر من دونم ويفوق عمرها 500 عام، ولكنها للأسف قطعت.
أسعار بدائل المازوت
وبخصوص أسعار الحطب أوضح أن سعر طن خشب الزيتون يتجاوز 1600000 ليرة, وطن السنديان يزيد عن 1800000ليرة، وسوف تتضاعف الأسعار بسبب التشدد في نقلها، فيما سعر كغ التمز العادي المفحم الفرط يتجاوز30000 ليرة.
التوزيع مازال خجولاً
عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة طرطوس جورج حنا أفاد لـ  الثورة” أنهم بدؤوا بعملية توزيع مادة المازوت مع بداية الشهر العاشر من العام الجاري، ولا تزال نسب التوزيع خجولة ولاسيما أنهم في البدايات، لافتاً إلى أن التوزيع بدأ في المناطق الأكثر برودة على صعيد المحافظة، وهي جرد الدريكيش وجرد الشيخ بدر وجرد القدموس وبرمانة المشايخ ومنطقة المشتى، ومازالوا لم يستكملوا المناطق الآنفة الذكر، وكل ذلك مرتبط بما يردهم من كميات من مادة المازوت.

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا