احتفلت سورية بالذكرى الـ54 لقيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها مؤسس سورية المعاصرة القائد المؤسس حافظ الأسد.. أهمية الذكرى ليس في الاحتفال فحسب، بل بتمثل روح التصحيح في الفكر والقول والفعل في مختلف مجالات الحياة والبناء، والتركيز على أينعته من البذور التي زرعتها هذه الحركة في تربة وطننا، من ثمار وإنتاج نجده في ملامح هذا الوطن الصامد.
ما أود ذكره بهذه المناسبة حول ما عبرت عنه فعالية ثقافية متميزة لمؤتمر الأدباء الصغار، التي احتضنتها مكتبة الأسد الوطنية، وكانت برعاية ومتابعة اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع منظمة طلائع البعث ووزارة التربية ومؤسسات الثقافة في سورية.
اللافت في هذه الفعالية أنها أثلجت صدور الحضور وخاصة من المثقفين والأدباء الكبار، حين شاهدوا ثماراً يانعة من الأدباء الصغار من روايات وقصص.. هذه الأقلام الواعدة التي تبعث الأمل في النفوس… إلى جانب ما قدمه أدباء صغار من شعر وخطابة وتقديم حسن أمام الجمهور بطلاقة لسان وصوت عذب وحسن أداء موسيقي وغناء أطرب الحضور.
كانت فعالية جميلة ومعبرة تسجل لهؤلاء الصغار في العمر، لكنهم كبار في التقديم والإنتاج والتعبير .. كأقمار زادتها الظُّلمة نوراً، ونجوم ازدانت السماء ببهاء ألَقها وسطوعها، وفَجر شَع على الإنسانية ضياء.
إن ما نَلْمسه مِن إبداعٍ حقيقي لدى أطفالِنا، على الرغم مِنْ صعوبَةِ الواقعِ المَعِيشي، – كما قال رئيس اتحاد الكتاب العرب – يُحتم علينا جميعاً العمل لإيجاد استراتيجية قادرة على احتضانِ القُدراتِ الإبداعيّة الطِّفليةِ وتَنميَتها باستِثارةِ السلوك المَعْرِفي والوِجداني المرتبطِ بالتفكيرِ لدى الأطفالِ، واقترح بهذه المناسبة إنشاء أكادِيميّة للطِّفلِ السوريّ تحتَضن ثَقافَتَه وإبداعَه، كما احتَضَنَ بلدَه وصَانَه بشَغاف قَلْبه وأهداب عينيه.
إن هذه الفعالية منحتنا جرعة أمل وتفاؤل بالمستقبل الذي وضعت أسسه الحركة التصحيحية المجيدة.. تلك الحركة التي احتفلنا بذكراها الـ٥٤ أول من أمس، ورسخت الفكر المتجدد القادر على خلق الإبداع والتميز..
لقد زرعت الحركة بذوراً في كل مناحي الحياة، واليوم نقطف الكثير من الثمار في مختلف مجالات الحياة ولاسيما في الثقافة والتربية والسياسة والاقتصاد والمجتمع… إلخ.
التالي