الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
استمتع جمهور حمص مساء أمس بمشاهدة فرقة نقابة الفنانين وهي تؤدي مسرحية “نهاية اللعبة” للكاتب الإيرلندي صموئيل بيكيت صاحب المسرحية المشهورة “بانتظار غودو”، وهي أعمال تصنف ضمن مسرح العبث أو اللا معقول.
تتلخص فكرة “نهاية اللعبة” أنه لا شيء يحدث إلى الأبد، وأن الحياة من الصعب أن تعاش من دون حب بين الناس، وقد اختصر مخرج العمل جواد عكلا، وممثله، ومعده، شخصيات المسرحية الأربعة إلى شخصيتين، جسد هو شخصية الشاب غولف ومرافقه السيد ديدي الكفيف والمقعد والذي يحتاج إلى رفيق له ليؤنس وحدته، ويساعده فيما تبقى له من أيام، رغم محاولة غولف تركه أكثر من مرة.
وقد استطاع عكلا تأدية دوره بمهارة عالية تنم عن تمكنه من تقمص الشخصية الرئيسية في المسرحية المترجمة إلى العربية من قبل بول شاول.
وأكد عكلا أن المسرحية تنتمي إلى ذلك النوع من الأعمال التي تعتمد على الأفكار والحالة الذهنية، ولا تملك الشخصيات فيه قواماً متكاملاً لأنها تعتمد على طريقة وأسلوب الأداء لإيصال الفكرة للجمهور، لافتاً إلى الجهد الذي بذله في تقديم الشخصية مع رفيقه الممثل المسرحي أفرام دافيد لتقديم عمل مسرحي متكامل يشير إلى أهمية العلاقات الإنسانية وقيمها القائمة على الحب ونبذ الكراهية.
وأشار الممثل أفرام دافيد إلى أن العرض يندرج تحت مسمى مسرح العبث، وهو من الأنواع المسرحية المعقدة والصعبة جداً، وتقوم فكرته على حاجة الإنسان للآخر.
كما أشار المخرج المسرحي حسن عكلا إلى أن العرض كان منسجماً مع طبيعة النص واتجاهه العبثي، وهناك نقطتان لو تم العمل عليهما لكان العمل ارتقى إلى مصاف الأعمال العالمية بجدارة، وهما ضبط الإيقاع والزمن المسرحي وحالة الانسجام بين صوتي مقدمي العمل.
لقد استنفذ العرض أغراضه بخلفية تفسر وتشرح الواقع وعلى نحو منضبط، واستطاع معد العمل اختصار الشخصيات من دون الإساءة لمضمونه وفكرته.