هل يعقل أن فريقاً بحجم الفتوة والذي يضم ضمن صفوف فريقه الأولمبي عدداً من اللاعبين الواعدين الذين تكمنوا من التغلب على حامل اللقب نادي الكرامة، وضمنوا المركز الثاني ضمن مجموعتهم القوية، تفوته مباراته الأخيرة ضد نادي الشعلة، وتفوته فرصة لحجز مكانه في المربع الذهبي بسبب عدم وصول حافلة النقل لأن عضو مجلس الادارة المعني بالأمر قرر عدم التعاون ضارباً عرض الحائط بأمل محافظة جريحة ترى في الفتوة جسرها المعلق؟
كان من المقرر أن تغادر بعثة الفتوة الأولمبي صباحاً إلى درعا لملاقاة فريقها الأولمبي (تحت سن 23)، وتحت الأمطار الغزيرة انتظرت البعثة لساعات في ملعب الفيحاء دون أن تصل حافلتهم المرجوة، ورغم برودة الطقس راح الأمل يتبخر ساعة بعد ساعة مع اتقاد نيران الخيبة في صدور الفتية الذين كانت تلهبهم نار الحماسة قبل نار الخيبة، ودب العطش في الحلوق إذ كانوا كالمشردين لم يقدم أحد لهم كرسياً ليجلسوا عليه ولم يعطهم أحد زجاجة ماء.
بطل هذه التراجيديا عضو مجلس الإدارة الذي له باع طويل بالخلافات وكأن همه الوحيد إفشال نادي الفتوة على كل المستويات، حيث بقي الوحيد حين استقالت كل إدارة النادي ما عداه، ليعود دائماً مع كل إدارة جديدة رغم أن الإدارة تغيرت ثلاث مرات خلال شهرين في سابقة تاريخية، لكنه كان صانع سابقة أكثر طرافة إذ إنه رفض أن يقدم استقالته خلال كل تلك التغيرات!
لم يرسل عضو مجلس الإدارة الحافلة لنقل اللاعبين رغم أنه تم إخطاره قبل يومين بضرورة ذلك، وليست تلك الحادثة الأولى فقد كانت له سوابق من قبل بأنه أخذ لاعبي الأولمبي إلى دير الزور ولم يلعبوا المباراة من أجل إفشال الفريق ولعب الفريق مباراة ضد نادي الجيش من دون معالج ومن دون مياه للشرب ومن دون أي شيء علماً أن العضو المذكور كان يريد إلغاء فئة الأولمبي قبل أيام.