مع أن العدس مغذ ومفيد ويحلق عالياً في الشتاء لكنه كما كل الأشياء المفيدة مظلوم أو بمعنى آخر مأكول ومذموم …
آلا نردد كثيراً عن المتلونين في مواقفهم أنهم كما حبة العدس (وجه وقفى).
يكون معك الآن يطنب في سرد مديحك ومزاياك ويقول ما ليس فيك من خصال حميدة إذا استدعت الضرورة ذلك، وحين يتركك مع أول فرصة سانحة لن يدخر أيضاً في اختراع ما ليس فيك من مثالب..
متلون حسب اللحظة والمصلحة والحاجة….هذه الآفة الاجتماعية هي صلب ما نعاني من مشاكل.
في مفردات ذلك …يتحدث فلان عن ضرورة العمل ورفع الرواتب وغير ذلك وحين يصل إلى موقع القرار فإنه ينقلب إلى الوجه الآخر وتبدأ المبررات التي كان يقول إنها غير صحيحة.
وفي الواقع الاجتماعي ينتقل الأمر إلى الفضاء الأزرق ..فهذا الذي كنا نهلل له ونكتب عن كل حركة له وباركنا له موقعه الجديد وما يجره من مغانم ما إن يقال أو يغادر حتى تبدأ معزوفة كشف المثالب التي لا تعد ولا تحصى.
نقفز مباشرة إلى تدبيج مقالات الثناء لمن حل مكانه وهكذا دواليك.
إنه عالم النميمة والعدس الذي نبخسه حقه.
بالمناسبة حين يصبح أحد ما ممن أعرفه مسؤولاً بموقع قرار ابتعد عنه إلى أن يحمل أوزاره إن وجدت ويرحل ….جربوا هذه الطريقة إنها حصن لكم من آفة المحسوبية لا تطعم ولا تثمر إلا كلاماً فارغاً لا معنى له.
السابق
التالي