« مآلات العبور السوري الأخير» للشامسي.. حجز مكانًا لسورية في معرض الشارقة للكتاب

الثورة _ سهيلة اسماعيل:
تجلت البدايات الأولى في ديوان « العبور إلى الميلاد _ قصائد باكرة»، وحين تبلور الإبداع كان ديوان «إسار» ، ولأن المبدع يؤثر ويتأثر ببيئته بنى الشاعر لنخيل بلاده مملكة في « ممالك النخلة» ويستمر إبداع الشاعر في تصوير ما تقع عليه العين من جمال إلى درجة التماهي معه وتخيله كائنًا يمكن أن يتحدث في « تحدث أيها الجمال «، وكل هذا غيض من فيض ما يملكه الشاعر من أسرار إبداعية ومشاعر صادقة يرغب بإخراجها ألى العلن في ديوان « سُرى وأسرار»، وصولاً إلى ما يعتمل في جوارحه من حب لسورية وشعبها وطبيعتها وعاصمتها دمشق، إنه الشاعر الدكتور منصور جاسم الشامسي الذي حجز مكاناً لسورية في معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤخرًا من خلال توقيع ديوانه على هامش المعرض « مآلات العبور السوري الأخير».
« الثورة « حاورت الشاعر الشامسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تجربته الشعرية وديوانه الأخير :

بداية مبكرة تميزها الكلمة الصادقة
تحدث الشاعر الشامسي عن بدايته المبكرة في كتابة الشعر منذ مراحل تعليمه الأولى، وبعد فترة جمع ماكتبه من قصائد في ديوان حمل عنوان « العبور إلى الميلاد_ قصائد باكرة» ولأن الشعر هاجسه تابع بكلمات صادقة في محراب الشعر فأصدر ديوان إسار وكل قصيدة ترافقها لوحة فنية للفنانة التشكيلية الفلسطينية نيفين عز الدين، وتنوعت الكتابة بين الشعر الحديث وقصيدة النثر، وأضاف الشامسي أنه قرأ لشعراء عرب قدماء ومعاصرين، كالمتنبي وأبي فراس وابن الفارض والشريف الرضي، ولشعراء آخرين غير معروفين أو ليس لهم إنتاج غزير لكنهم شعراء مميزون كان يبحث عنهم في المكتبة الأدبية العربية، لأن الكلمة هي التي تهمه وليس شهرة الشاعر، كما قرأ لأدونيس ومحمود درويش وقاسم حداد بالإضافة إلى قراءته للشعر المترجم عن الفارسية والإنكليزية.
سورية أم الحضارة
وعن علاقة الشاعر بسورية وديوانه الأخير «مآلات العبور السوري « قال الشامسي :
إن سورية الطبيعية القديمة ضمت حضارات عدة ولها آثار إنسانية عظيمة، ومنذ الفتح العربي الإسلامي لسورية غدت دمشق عاصمة لحضارة وامبراطورية عربية إسلامية ممتدة من الصين حتى المغرب وهذا واقع تاريخي تطرقت لبعض نواحيه في عملي الأدبي الشعري مآلات العبور السوري الأخير، وسورية المعاصرة ذات أهمية استراتيجية عربية واقليمية وعالمية. كل ذلك متواشج ومتداخل»وعن أهمية ديوان» مآلات العبور السوري الأخير « ودلالة العنوان كعتبة نصية أردف قائلاً: « إن مفردة مآلات تحمل أبعاد تنبؤ، وهذا لا يعني عدم معرفة الواقع المشاهد بل إن قدراتك على التوقع بالمستقبل القادم والنتائج المستقبلية تعتمد على فهمك التام للواقع المشاهد الحالي، فالواقع فيه حركة معينة وفيه سكون كذلك وقد يبدو ان هناك ثباتاً؛ أي يوجد في الواقع مع متغيراته نوع من السكون والثبات، ولكن المآل معناه رصد لحركة المتغير هذا مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الزمان والمكان، ويتضمن الديوان رصداً للواقع المشاهد بما يحمله من تحديات وآلام وصعوبات تسبب القلق وهناك خسارات ولكن كوني أضع كلمة او مفردة مآلات كمفتاح وأساس، فهنا لابد أن ندرك أن المستقبل بخير ومضيء وجميل، وهذا المعنى مُتَضمن فيما قلته وبإمكان القارئ المُتأمل أن يلمس ذلك، أما كلمة «عبور» فأنا أحب هذه المفردة لدلالاتها وأبعادها، فلدي ديوان شعري بعنوان «العبور إلى الميلاد» أصدرته العام الماضي ٢٠٢٣، أثارت انتباه القراء فالعبور انتقال من مرحلة إلى مرحلة، ومن مكان إلى آخر.
هنا في عملي الأدبي الشعري مآلات العبور السوري الأخير استخدمتها أيضًا، وهي متسقة مع مفردة مآلات ومُكملة لها، فالقارئ هنا مُطالَب بأن يقرأ النص بهدوء وتأمل وبثقافة تاريخية فهناك رموز تاريخية واردة في نصي الأدبي الشعري مآلات العبور السوري الأخير جعلتُ لها إسقاطات على الواقع لابد أن يُدركها القارئ بنفسه والنص يساعده فأنا أُشرك القارئ معي في العملية الإبداعية الأدبية في هذه الحالة ومما جاء في الديوان:
مْسِكَةٌ دِمَشْقُ بِالعالَمِ كَيْ لا يَنْحَدِرَ
يَتَصارَعْ /
لا يَتَرَدَّى،
لا يَتَساقَطُ،
لَا يَهْبِطُ سُدىً
بِهِ السُّقْمُ ذائعْ /
مُرْجانَةٌ تَنْقُلِ العالَمَ لِجِهاتِها بَيْنَ عَصْفٍ ورَيْحانٍ وَحُسْنٍ بارِعْ /
لِيَسِيرَ عِنْدَ أَطْرافِ بَنانِها وادِعْ /
تُعَرِّجُ عَلى الشَّهادَةِ البَاقِيَةِ
تَمُدُّها عَلى كُلُّ تُرابِها
فَلَا يَبْقَى رَمْلٌ خَالياً مِنْ زُروعٍ وغَمامِ ساطِعْ /
مَاسَةَ الدُّنْيا مُذْ رَوْضّْتِهِمْ بِأَشْكَالِ الصَّبْرِ، تَرَكَتِهْمْ بِلا أَشْكالٍ،
تَسِيرُ سُورِية مُبَلَّلَةً بِالدُّموعِ والنَّدَى، أَضْناها الهَوَى، ما هَمَّها سُيوفُ الأعادي الْقَوَاطِعْ /
تَتَلَأْلَأ كَفِضَّةٍ تَنْجَلِي عَنْ قَمَرٍ باسِم عَلي
وذَهَب زان الْوَاجِهات فِي صَباحَ وَضِيء أَمِثْلِ
كَذا جَنَى الْعامِرِيَّة خَضِل
بِهِ أَضْرَاب النِّعَمِ وَالتَّدَلُّلِ
لِمَسّ تَرَائِبها تَمائِم لِعَاشِق وتَعَلُّلِ
حَتَّى إِذَا تَناءَى رَسْمُها وغَدا وَاقِعْ /
شَبَّتْ نارهُ فِي أَضْلاعِهِ تَفْضَحهُ الْمَدَامِعْ /
غَرِيبٌ غَدا فِي قَوْمِهِ وعَلَيْها جَازِعْ /
الشاعر لسان حال مجتمعه
وردًا على سؤال عن أهمية الشاعر في تسليط الضوء على قضايا المجتمع تابع الشامسي:
يستطيع الشاعر التعبير من خلال شعره عن قضايا مجتمعه وأمته بمدى واسع عظيم وممتد، الشعر قوة، رغم أن الشاعر هو فارس المُخيلة والخَيال إلا أن هذا لا يعني الانفصال عن الواقع المشاهد بكل أبعاده، فالشِعر والكلمة يحدثان تغييرات هائلة في الحياة، هناك لا نهائية ولا محدودية في الشِعر وهذا من أسراره، هناك الطبيعي وهناك ما فوق الطبيعي، كل شيء في الشعر؛ هناك الموسيقا والتاريخ والحب والحزن والصراعات والفصول والمعادلات الرياضية والفيزيائية والأساطير وكل الحياة؛ فكيف لا يستطيع الشاعر أن يعبر عن مجتمعه وأمته؟! بل هو قادر على ذلك عبر القصيد والقصيدة الممنهجة.

آخر الأخبار
مجلس الشعب الجديد تجسيد لإرادة السوريين الحرة في حلب الأرصفة للسيارات والشوارع للمارة وفد صناعي سوري يزور بولندا لتعزيز التعاون بعد 15 سنة من الانقطاع  ترامب عن اتفاق غزة: هذا يوم عظيم للعالم بعد إغلاق لأيام .. فتح تدريجي لطرقات الأشرفية والشيخ مقصود بحلب صحافة "الوحدة" تعود للحياة.. استراتيجية شاملة لإحياء مطابع المؤسسة  هل يحدّد صمود وقف إطلاق النار مستقبل العلاقة بين دمشق و"قسد"؟  نقلةٌ نوعيةٌ في أداء قسم الكلية بمستشفى " المجتهد "  سوريا الجديدة ترسم مستقبل الوظيفة العامة بمشاركة الجميع  نصر الحريري: تجربة التعامل مع "قسد" مريرة ومشروعها خارجي  سوريا ترحّب بوقف إطلاق النار في غزة وتدعو لمرحلة جديدة من الاستقرار "أربعاء الرستن".. حملة أهلية تجمع 3.8 ملايين دولار لإحياء المدينة وبناء مستقبلها  في حملة "الشهر الوردي".. الكشف المبكّر يساهم في الشفاء  توقعات البنك الدولي .. نموٌ اقتصاديٌ هشٌّ مقابل  تحدّيات جسيمة  الصناعات الحرفيّة في حلب.. تحدّيات تواجه دوران عجلة الإنتاج  حدائق حلب المنسية.. "رئة المدينة" تعاني الاختناق مجلس مدينة إدلب يطلق حملة لمكافحة الكلاب الضالة انطلاق المرحلة الرابعة من عودة النازحين السوريين من لبنان تأهيل الطرق وتحسين البنية التحتية في منبج وإعزاز عبد الحفيظ شرف: دمشق تتعامل بمسؤولية وطنية وتغلّب الحل السلمي مع "قسد"