في متوالية الأحداث الجارية في روزنامة الميدان الشمالي يزداد سعار التنظيمات الإرهابية المدعومة تركياً لتكريس خرائط عدوانية، لكن ثمة قاعدة مثبتة في المنطق العسكري مفادها أن الحسابات الخاطئة نتيجتها الحتمية الخيبات ومؤداها الخسارات، وأن ما يبنى على أوهام ترسيخ التعديات يمتلك عوامل انهدامه ونسفه كحقائق مطلقة مؤكدة صوابيتها في القضايا الكبرى، فما يبنى على باطل و يؤسس بالعدوان سينهار ويُنسف لأنه لا يمتلك أسس ثباته وتجذره.
وفقاً لهذه القاعدة واستناداً لحقائق التاريخ والجغرافيا، فإن كل مشروع توسعي احتلالي في الشمال السوري يستميت لتحقيقه نظام أردوغان مصيره الزوال، وكل مخططات عدوانية تدأب تنظيمات الإرهاب لتنفيذها لاقتطاع أجزاء من الجغرافية السورية هي استطالات أوهام، ستقزمها ميادين التصدي والرفض والمواجهة من السوريين.
ملف الشمال استراتيجي وأكثر من مفصلي للنظام التركي وخسارته تعني أنه سيخسر أوراق احتياله التي تسلل عبرها إلى أستنة كضامن وراع للتنظيمات الإرهابية التي يستثمر بوجودها فما يجول في ذهنية النظام التركي من خلال إعادة فرد أوراق “النصرة” على طاولة الشمال جلي لاقتطاع أجزاء من الأرض السورية وتكريس احتلاله لها.
معاركنا الحالية مع التنظيمات الإرهابية المدعومة تركياً ليست ضبابية ولا مفتوحة الاحتمالات بل نتائجها محتومة وواضح مؤداها وسير العمليات العسكرية فيها صوب طي صفحة الإرهاب بالشمال وتجفيف منابعه وإغلاق بوابة الإرهاب التي يتسلل منها مرتزقة النظام التركي.
دفاع الدولة السورية عن وحدة أراضيها ثابت لا يتغير في استراتيجيتها، ففي حلب التاريخ والحضارة وسيواصل الجيش العربي السوري تصديه للإرهابيين وستترسخ في خواتيم الحرب على الإرهاب ومشغليه خطوط السوريين الحمراء بوحدة وترابط جغرافيتهم وسيغلقون بوابة الإرهاب الشمالية.
إيماننا مطلق بأن خطوات بواسل جيشنا لأداء واجباتهم الوطنية بتحرير الأرض وصون أمانة حفظ وحدتها هي خطوات مظفرة بالنصر وكما أسدل الستار سابقاً عن فصول إرهابية كثيرة سيسدل الستار على الفصول الإرهابية شمالاً.