لم يكن الكتاب يوماً بعيدًا عن قلوبنا، فهو الأنيس ومصدر المعرفة والكلمة المكتوبة التي تنتقل من جيل إلى آخر، حيث الآفاق للقراءة واكتشاف العوالم الجديدة.
اليوم ومع بداية عام جديد نعود لنتحدث عن مكتبات الطريق أو بسطات الكتب، التي تم إنهاؤها العام الفائت بقرار من محافظة دمشق في عهد النظام البائد، لأننا كنا ومازلنا أبناء الثقافة والأدب والعلم والمعرفة.
هذه المكتبات كانت رئة المدينة التي يتنفس منها الزائرون إليها، فمن اختبر تجربة “عشق القراءة” و”حب الكلمة المكتوبة” على مدار السنين الماضية، لا يمكن أن ينكر التخوف من إلغاء تلك الظاهرة التي تمتد لسنوات بعيدة، فهي الحكاية المرتبطة بأناس قضوا أعمارهم في شراء وجمع الكتب، وفي النهاية صار كلّ شيء أثرًا بعد أثرٍ، وهي المتنفس لطالبي المعرفة والمعلومة المفيدة.
هذه المكتبات التي كان يجتمع بها المحبون والعاشقون للكتاب هي بوابات حقيقية للمعرفة فهي تحارب الجهل بالعلم، وتُبدد الظلام بالنور، وتُعيد صياغة الفكر وثراء الكلمة لتكون أداة للإلهام والتغيير نحو الأفضل.
هنا لا نتحدث عن ثقافة القراءة والكتابة وحسب، بل التركيز على بناء الإنسان والمجتمع، والأهم وضع القواعد الثقافية والأدبية والتراثية والحضارية للأجيال المقبلة.
نعود مجددًا للحديث عن تلك الظاهرة لإيماننا بأن القادم أجمل، لنزرع الأمل في نفوسنا من جديد، ولنضيء النور أمام الأجيال القادمة، فنحن الذين نحمل في ذاكرتنا صورًا لا تنسى، ومشاهد آسرة راسخة في وجداننا عن جمال وفائدة تلك الظاهرة، على أمل لقاء يتجدد يحمل معه حب القراءة والكتابة وجمال المدينة التي نحب ونعشق.