أراحتها تلك العبارات التي قرأتها للفيلسوف “لوك فيري”.. ووجدتْ فيها اختصاراً لما فعلتْه مؤخراً حين أرسلت عبارتها (أريد أن تفكر معي)..
أرادت المشاركة بالرأي من قبل “شريك” حقيقي..
متى نطلب من (الآخر) أن يشاركنا أفكارنا.. وحتى أن يمتلك صيرورة خلقها واكتشافها معنا..؟
ضمن الحوار الذي قرأته مع “لوك فيري” بدا لها أنه أعاد الاعتبار لدور “الآخر” في حياتنا.. في منحنا السعادة عن طريق الحبّ.. وفي ضرورة وجوده لاكتساب خبرةٍ بكيفية التفكير أو التفلسف..
بمعنى أن يكون الآخر شريكاً في الحوار وتبادل الأفكار.
يذكر لوك فيري: (يجب الشروع في التفكير مع وبفضل الآخرين)..
ويذكر أيضاً: (لحظات فرحنا تتوقّف قبل كل شيء… على أولئك الذين نحبّهم)..
بالنسبة له التفكير والحبّ مرتبطان “بالآخر”.. وهو ما يؤكّد قناعتها..
مع أنها تبتكر وصفة (توازن).. فلا تتوقف حياتها على “الآخر” بالمطلق، ولا تتحرر منه نهائياً.
ومع ذلك انعكست الحكاية..
وما كانت تعتقد أنه بداية، انقلب إلى نهاية..
اختلطت التوقعات..
وما حصدتْه بدا متشابهاً و(مفارقات السعادة) تلك التي تحدث عنها “لوك فيري” في كتابه، مفسّراً تناقض مفهوم السعادة..
فإذا كنا نحن أنفسنا مزيجاً من تجانس متناقضات، كيف الحال برغباتنا..؟
ألا تتبدّل وتتغيّر.. وربما تتناقض، مع الوقت..؟
(فكلّ لذّة تحمل نقيضها).
ما أربكها نتج عن مجموع لحظات حبّ مع لحظات صدق.. وصولاً إلى لحظات مشبعة بالسعادة..
ولأنها كانت تحيا موسم نهايات وخسارات، اطمأنت لخليط تلك اللحظات (حب، صدق، سعادة).. جمعتها إلى بعضها وصنعت منها قاعدة متينة ستنهض عليها قصتهما سوياً..
خزّنتها في ذهنها وجعلت منها وقوداً يعيد الدفء بعد كل بروده تسوّر مشاعرهما.
كيف يمكن للحبّ أن يكون هشاً سريع العطب لدرجة تسابق لحظات قدومه الخاطفة..؟
وكيف يمكن للسعادة التي يمنحها أن تكون أكثر هشاشةً..؟
يحدث أن يمنحنا الحبّ سعادةً برخصةٍ مؤقتة..
فينقلب ما كان مصدراً للحبّ والسعادة إلى النقيض.. حينها تشتغل وتتفعّل (المفارقات) وتظهر النقائض إلى العلن.
يحدث أن يمنحنا الحب عيش السعادة برخصةٍ مؤقتة..
فتتكشّف “مفارقات” كليهما.. التي من ميزاتها أنها تنتشلنا من العيش في الوهم.. وتجبرنا على اختراع بدايات.. لملء فراغ النهايات وكل الخيبات والخسارات.
#صحيفة_الثورة