لعل أهم ما يمكن أن تتوجه إليه الجهود في هذه المرحلة هو الإعلان عن بدء مرحلة إعادة الإعمار بشكل فعلي، وهذا يتطلب النظر بشمولية ودقة عالية إلى مختلف القطاعات، وكيف سنبدأ؟.
مرحلة إعادة الإعمار هذه المرة يجب أن تكون الأفعال سباقة للأقوال، فلطالما كانت الأقوال تهلهل حول مرحلة إعادة الإعمار، الدراسات، الأبحاث، الوفود، المؤتمرات و…، وكل ذلك لم يسهم بولادة حقيقية لهذه المرحلة، وبقيت حبراً على ورق.
وثمة قطاعات كثيرة تحتاج للإعمار ليست فقط تتعلق بالبناء والبينة التحتية للسكن أو المنشآت، وإنما إعادة الإعمار تتطلب أيضاً إعادة نظر في كل ماله دور ببناء سوريا الجديدة.
قد تكون الأولوية اليوم لإعادة إنشاء وإعمار المنشآت السكنية، وكذلك المعامل، المصانع، والبنية التحتية للاقتصاد.
فثمة لاجئون ينتظرون في خيامهم العودة، ينتظرون شعورهم بالأمان تحت سقف منزل يؤويهم ويعيد لهم بعضاً مما فقدوه خلال رحلة طويلة وشاقة مع حياة اللاجئ التي تعتبر من أصعب ما يمر به الإنسان.
وثمة مغتربون ومستثمرون سوريون خارج البلاد ينتظرون من يشجعهم على العودة إلى بلدهم الأم، والمشاركة في بناء هذا البلد الذي يحتاج سواعد الجميع.
وهناك رجال أعمال أجانب أيضاً يترقبون الفرص الاستثمارية ويرصدون حالة استقرار سوريا على مختلف الأصعدة، ليتخذوا قرارهم ويحددون خيارات الاستثمار التي يمكن أن يضعون رؤوس أموالهم بها، وهي مجالات عديدة في الصناعة، التجارة، السياحة، والطاقة وغيرها من القطاعات الواعدة في سوريا.
كل ما ذكرناه يحتاج إلى جهود حكومية، خاصة، أهلية، في سوريا، ناهيك عن تعاون الدول العربية والصديقة في دعم بناء وإعادة إعمار سوريا، وخاصة لجهة ملف إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، لما يشكله هذا الملف من استقرار على مستوى الداخل والخارج السوري وحتى على المستوى العربي والدولي.
صحيفة – الثورة